الألباب المغربية/ يونس وانعيمي
جريمة ليست أبدا معزولة وعابرة… مقترفها مجرم أخذ وقتا ليس ليسبب جروحا فقط بل ليكتب رسالته على وجه ضحيته: القانون لم يعد جبرا لضرر بل تحول لحبوب تهييج الذكورية المنحطة خصوصا لما يسمح دوما بتزويج المغتصبة (فتح الصاد) من مغتصبها. فكلما أخذت الأنثى حقا قضائيا (نفقة، حضانة…) ضد زوجها العنيف كلما زاد منسوب انتقامية الذكورية منها.
يفزعني رفض حرية وحقوق المرأة والتربص بها لقتلها وسحلها بسبب الحرية كما يفزعني إعادة الضحايا لجحور المعتدين. حالة العود في القانون الجنائي مفهومة ومؤطرة زجريا، لكن حالة كهذه والتي تشبه “التمرد على الأحكام والانتقام بسببها” تبقى حالة جنائية غير مشمولة بالتأطير الجنائي.
هذا الشخص الذي فتك بطليقته ليس مجرما فقط بل مجرما متمردا على القانون لذلك فوضعه أكثر من وضعية العود، ساعده في ذلك إرجاع ضحيته بين يديه، إنه عود يؤسسه القانون مع الأسف.. لا لتزويج ضحايا الاغتصاب مع المغتصبين..