الألباب المغربية/ حسن الخباز
عرفت عدة مناطق مغربية تهاطل تساقطات مطرية غزيرة تسببت في فيضانات أودت بأرواح بعض المواطنين فضلا عن المفقودين، وتسببت في خسائر مادية جسيمة فضلا عن نفوق عدد كبير من الأغنام والأبقار…
وقد حرصت وزارة الداخلية على إنقاذ ما يمكن إنقاذه وتوفير المساعدات للمتضررين وظلت في حالة استعداد قصوى منذ بداية الفاجعة، كما نبهت المواطنين لتجنب كل سلوك قد يعرض حياتهم للخطر.
وقد تجند لهذه العملية كل من القوات المسلحة الملكية والدرك الملكي والأمن الوطني فضلا عن القوات المساعدة والوقاية المدنية دون إغفال الإدارات التقنية المعنية، التي عملت على الرفع من منسوب التعبئة منذ اللحظات الأولى وتجنيد كافة الموارد البشرية واللوجستيكية الضرورية من أجل التدخل الفوري لمواجهة هاته الوضعية الاستثنائية، وتقديم الدعم اللازم للساكنة.
وفي نفس السياق أصدرت وزارة الداخلية بلاغات متوالية لإخبار المغاربة بآخر تطورات هذه الفاجعة والحصيلة الجديدة في الأرواح والممتلكات وتفاعل السلطات المعنية.
وعلى إثر هذه الفاجعة تم تعيين ناطق رسمي باسم وزارة الداخلية حتى يضع المواطنين المغاربة في صورة ما يحدث أولا بأول وقد عقد بالفعل ندوات صحافية أجاب من خلالها على أجوبة الصحافيين بخصوص آخر مستجدات الفاجعة التي اهتزت لها سبعة عشر عمالة وإقليما.
وقد استأثرت الفاجعة باهتمام رواد التواصل الاجتماعي الذين نشروا الكثير من مستجدات الحادث بالصوت والصورة ومنها عملية إنقاذ المواطنين لباشا النيف وموظفين من أعوانه.
ومن طرائف هذه الكارثة كون البعض استغل الأمر للسباحة والترويح عن النفس وقد انتشرت الكثير من الفيديوهات لشباب وأطفال محرومين من البحر في مدنهم وهم يستمتعون بمياه الأمطار.
جدير بالذكر أن التساقطات الأخيرة أنعشت حقينة السدود المغربية بملايين الأمتار المكعبة من المياه الصالحة للشرب فضلا عن تشرب التربة التي عانت جفافا لسنوات وبذلك انتعشت أيضا الآبار بالمياه الجوفية.
مثل هذه الحوادث تعيدنا لسؤال البنية التحتية ودور المنتخبين الذين يستنزفون الملايير من خزينة الدولة والتي هي أموال الشعب الذي يفترض أن يكون هؤلاء المنتخبون في خدمته.
أغلب هذه الفيضانات تسبب فيها أنهار ووديان وذلك بعد ارتفاع منسوبها الذي أدى لانفجارها، ولو كانت هناك خطط استيباقية والأخذ بعين الاعتبار احتمال سقوط أمطار غزيرة في أي وقت ما حدث الذي حدث.
يجب محاسبة كل المسؤولين الفاسدين المتسببين في هذه الفاجعة الأليمة التي أودت بأرواح مواطنين أبرياء ومنهم أجانب، وقد فتحت بالفعل وزارة الداخلية تحقيقا لمعرفة الأسباب الحقيقية وكذا المتسببين من قريب أو من بعيد في هذه الكارثة التي هزت الجنوب الشرقي لبلادنا.