الألباب المغربية/ أكادير- إبراهيم فاضل
في خطوة تعكس حجم الاحتقان المتصاعد داخل الوسط المسرحي المغربي، وجّهت النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية مراسلة رسمية إلى وزير الشباب والثقافة والتواصل، بتاريخ 7 نونبر 2025، عبّرت فيها عن أسى واستياء بالغين بسبب ما وصفته بالفوضى التي بدأت تسود في أوساط معظم الفرق المسرحية المتعاقدة مع الوزارة ، نتيجة تأخر صرف مستحقاتهم المالية الخاصة بموسمي 2024 و2025.
النقابة، التي تمثل شريحة واسعة من الفنانين والتقنيين والمبدعين، أكدت أن عدداً من الفرق المسرحية بات عاجزاً عن أداء أجور العاملين معها، ما تسبب في ظروف اجتماعية قاسية، وخلق حالة من القلق في صفوف الفنانين الذين يعتمد جزء كبير منهم على هذه العقود لتأمين معيشتهم واستقرارهم المهني. كما أبدت النقابة امتعاضها من “حرمان المشرفين على المشاريع المسرحية من مستحقاتهم” رغم استكمالهم للمهام المرتبطة بإعداد العروض وتنفيذ التزاماتهم التعاقدية.
وأضافت النقابة في مراسلتها أن عدداً من الفرق اختارت طرقاً “غير سليمة” للتعامل مع هذا الوضع، نتيجة غياب وضوح الرؤية بشأن آجال صرف المنح، وهو ما يهدد الموسم المسرحي الحالي والمواسم المقبلة، ويُفقد الثقة داخل القطاع الذي يعاني أصلاً من هشاشة بنيوية.
وطالبت النقابة الوزير بتدخّل فوري وعملي من أجل حلّ هذا الإشكال، وإنهاء ما وصفته بالوضع المؤسف الذي يمسّ كرامة مهنيي الفنون الدرامية ويعطل مسار إنتاجهم الإبداعي. كما شددت على ضرورة اتخاذ تدابير مستعجلة تحفظ حقوق الفنانين والمخرجين والمصممين والتقنيين والإداريين المتعاقدين مع الفرق المسرحية، وتمكنهم من استكمال عروض الموسم الماضي والحالي دون عراقيل.
وختمت النقابة رسالتها بالتعبير عن أملها في أن يتفهم الوزير خطورة الوضع، مؤكدة حرصها على الدفاع عن حقوق المتضررين والوقوف إلى جانبهم في هذه المرحلة التي تتطلب، حسب تعبيرها، قرارات جريئة تعيد الانضباط والإنصاف للقطاع المسرحي.
بهذه الخطوة، تكون النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية قد وضعت الوزارة أمام مسؤوليتها المباشرة، في انتظار ردّ رسمي قد يحدد ملامح المرحلة المقبلة داخل واحدة من أكثر المهن الفنية حساسية وهشاشة في المغرب.
