الألباب المغربية/ محمد الدريهم
نظمت الدورة السادسة من مهرجان مغاربة العالم من الأحد 11 إلى الأربعاء 14 غشت 2024 بإملشيل من طرف جمعية أخيام للتنمية الاجتماعية والاقتصادية بإملشيل، بشراكة مع جمعية التضامن والتبادل بين الشمال والجنوب (SENS) ومقرها بوردو الفرنسية وجمعية أكالينو.
نظم هذا المهرجان بدعم من مجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج، ومؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، والمجلس الجهوي لدرعة تافيلالت، والمجلس الإقليمي لميدلت، ومجلس جماعة إميلشيل، وقدتميزت هذه الدورة الجديدة بزيارات للعديد من المشاريع التنموية المحلية التي أطلقتها ودعمتها جمعيتا أخيام وسانس وشركاؤهما الوطنيون والدوليون.
من بين المشاريع المهمة التي جذبت اهتمام مغاربة العالم الذين شاركوا في هذه الدورة, مشروع النسيج بملحقة تعاونية النسيج “ثيسيا” (كلمة يونانية تعني التضحية) التي يوجد مقرها في أنفكو، والتي تم إنشاؤها مؤخرا في قرية آيت علي أو يكو بالجماعة الترابيةلإملشيل، والتي هي موضوع مشروع كبير آخر المتمثل في إنشاء شبكة من التعاونيات للنسيج وترويج السجاد والملابس التقليدية في وادي إملشيل، وهي جديرة بالدعم والتشجيع، خاصة من الهيئات الرسمية مثل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية مؤسسة محمد الخامس للتضامن وغيرهما من مؤسسات وزارية و هيئات منتخبة .
إن هذا المشروع الخاص بالنهوض بالمهارات الفنية والحرفية لنساء هذه المنطقة التي ظلت حتى الآن معزولة ومهملة، هو أحد أجمل أحلام فدوى المنزهي الشابة المغربية القادمة من الرشيدية والتي وقعت في حب أنفكو وتركت عملها والحياة العصرية الجميلة في عاصمة الأنوار، باريس الفرنسية، لتأتي لتستقر وتخدم وتدعم قضية النساء والفتيات المغربيات في منطقة أنفكو المعزولة.
تعرفنا على هذه الشابة المغربية فدوى المنزهي التي وقعت في حب أنفكو خلال الدورة السادسة من مهرجان إميلشيل لمغاربة العالم; هذه القرية الجبلية الشاهقة أنفكو التي زارتها خلال جولة لها مشيا على الأقدام وصعودها جبل فزاز، حيث قالت هذه المتسلقة الشغوفة بتسلق قمم المملكة (وهو موضوع سنعود إليه) والرئيسة المؤسسة لتعاونية ”تيسيا بأنفكو“ للنسيج أن اختيارها لهذه القرية كان بسبب ملاحظةغياب المشاريع الخاصة بالفتيات والنساء بشكل عام في أنفكو، كما أن السبب اختيار النسيج يرجع بالأساس الى كون النسيج يعيبر نشاطا متوارثا تتقنه جميع النساء والفتيات الصغيرات في القرية، وبتطويره يمكنهن كسب دخل لهن ويضمن لهن الاستقلال مادياً نوعاً ما.
هذا وقد أوضحت فدوى المنزهي أن هذا المشروع التوسعي – مع إنشاء ملحق تيسيا في دوار آيت علي أو يكو بإميلشيل – سيغطي وادي إميلشيل بأكمله، بما في ذلك قريتي آيت علي أو يكو وأكدال، حيث عقدنا بعض الاجتماعات الأولية مع نساء وفتيات من القريتين، واللاتي أعربن عن رغبتهن الكبيرة في الانضمام إلى التعاونية، التي تهدف إلى العمل على تطوير النسيج في المنطقة، وقبل كل شيء تطوير الملابس التقليدية المعروفة باسم “الحنديرة”.