الألباب المغربية/ خديجة بوشخار
أجمع بعض أئمة مساجد مدينة بني ملال في خطبة الجمعة، الذي يوافق فاتح محرم وبداية سنة هجرية جديدة، على الحديث عن الهجرة النبوية بعمق تاريخها وذكرياتها التي تفتخر بها الأمة الإسلامية على مسار السنين.
صلة بالموضوع، فهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، هي مناسبة يتجدد فيها التأمل في قيم التضحية والصبر والصمود والرغبة الملحة في تحقيق الهدف، فالحدث يحمل في طياته معاني عدة؛ بداية بناء الدولة الإسلامية الذي تجاوز معنى الانتقال من مكان الى مكان فقط بل تجاوزه الى كونه كان نقطة تحول استراتيجية أسست لمعالم الدولة الإسلامية الأولى، هناك تبلورت مفاهيم المواطنة والتعايش والتضامن الاجتماعي ووضعت اول وثيقة لتنظيم العلاقات بين المسلمين.
وها نحن اليوم، وبعد مرور أكثر من أربعة عشر قرنا لازلنا تستمد من هذا التاريخ الهجري كل مقومات التوثيق الديني والاصول السليمة للدين الاسلامي، لكن سرعان ما يتلاشى هذا الارتباط الروحي أمام متغيرات الحياة العصرية وانفتاح الانسان على التيارات السلوكية الغربية، لتبقى الهجرة في تاريخها مجرد حدث يكاد يفقد قيمته التاريخية عندما تتجه الأنظار نحو الهجرة العملية وهجرة الأدمغة وهجرة القرويين والهجرة السياحية وغيرها من انواع الهجرة المتزامنة لعصرنا الحالي ،لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو : كيف يمكن التعامل مع هجرة الأخلاق وهجرة الهمم وهجرة الضمير …؟ كان هذا تساؤلا طرح في خطبة الجمعة ليكون جوابه رهينا بما نعايشه في حياتنا اليومية ملزمين وليس مخيرين.