الألباب المغربية – محمد عبيد
غمرت البهجة والسرور عددا جل الفلاحين وخاصة منهم مربي الماشية بإقليم إفران خلال الأيام الأخيرة نظير تهاطلات مطرية انعشت المراعي، وخلفت أثرا إيجابيا على المراعي من شأنها أن يكون لها وقع إيجابي على الغطاء النباتي لتمكين مربي الماشية من رعي ماشيتهم، فضلا عن ما قامت به السلطات الإقليمية ومندوبية الفلاحة بالاقليم من مبادرة لدعم هؤلاء الفلاحين مربي الماشية من خلال مخطط تنمية المراعي المسطر ضمن البرنامج الاستراتيجي 2023- 2030 لتحسين المراعي وتوريد الماشية.
إذ أن الإجراء الاول يهم عملية تسميد المراعي مجزءة بالتساوي عن كل سنة على مساحة 2400هكتارا، فيما همت العملية الثانية اقتناء صهاريج الماء…
وكان أن أشرف السيد محمد صديقي الوزير رفقة السيد عبدالحميد المزيد عامل إقليم إفران خلال الأسبوع الأخير (19 فبراير 2024) على توزيع 30 من خزانات الماء المجرورة لفائدة جمعيات لمربي الماشية لتوريد الماشية…كما اطلعا على تقدم الأشغال المبرمجة في إطار المشروع التضامني لواد إفران، ويهدف المشروع إلى تحسين دخل الفلاحين وتثمين الأراضي وترشيد استخدام مياه الري وخلق فرص الشغل وخلق دينامية اقتصادية على مستوى الإقليم..
ويستفيد من هذا المشروع الذي خصص له غلاف إجمالي يفوق 28 مليون درهم، 833 مستفيدا.
هذا في وقت كان أن عرف إقليم إفران تهيئة سوق عصرية للماشية في تيمحضيت إلى جانب إحداث سوق الماشية النموذجي بأزرو..
ويامل الفلاحون والمزارعون ومربو الماشية بإقليم إفران ان يأتي فرج من الله يتساقط المزيد من الغيث لتجاوز الظرفية الصعبة التي تميز الموسم الفلاحي الحالي، حيث يلاحظ انخفاض مستوى كثافة الثلوج من حيث الكمية والمدة وما يسجل من ضعف للتساقطات المطرية على مستوى إقليم إفران، وإن كانت قد عادت للتهاطل نهاية الأسبوع الأخير من فبراير الجاري، فإنها قبل شهر فبراير 2024 لم تتجاوز 120 ميليمترا، أي ما يمثل عجزا قدره 56٪ مقارنة بالسنة الماضية، وبمتوسط السنوات الماضية… بحسب مصدر رسمي- ذلك ان وزارة الفلاحة من جهتها عدة تدابير لحماية الثروة الحيوانية من خلال توزيع الشعير المدعم، حيث بلغ حجم الدفعة الثانية من هذا البرنامج 95 ألف قنطارا، ومبرزا أنه سيتم منح الأولوية للمناطق الجبلية النائية بالإقليم.
كما انه تم اتخاذ العديد من الإجراءات لتثمين مياه الري والتي تهم تهيئة السواقي وتركيب أنظمة السقي بالتنقيط المدعومة في إطار صندوق التنمية الفلاحية وتهيئة أحواض شرب الماشية وتوزيع الصهاريج المقطورة.
مما يؤشر على تركيز المسؤولين إن إقليما أو مركزيا على الأهمية الاجتماعية للفلاحة ومكانتها في تحريك الاقتصاد الوطني وقدرتها على المساهمة في توفير الأمن الغذائي وفرص الشغل…
ذلك حين نعلم كذلك بأنه ضمن برنامج مخطط المغرب الأخضر بالإقليم قد تمت معالجة 5922 ملف بتكلفة 262 مليون درهم منها برنامج السقي بالتنقيط على مساحة 4408 هكتار وغرس الأشجار المثمرة على مساحة 2192 هكتار ووضع الشباك الواقي على مساحة 860هكتار.
ويذكر كذلك أن عددا من فلاحي الإقليم استفادوا خلال الموسم الفلاحي الجاري من الدعم، منهم 753 فلاحا بما يناهز 1038 قنطارا من القمح الطري، و1092 قنطارا من القمح الصلب، و200 قنطارا من الشعير، بينما استفاد 215 فلاحا آخر من 834 قنطارا من الأسمدة.
كما أن المديرية الإقليمية للفلاحة وضعت رهن إشارة مربي الماشية دفعتين من الشعير المدعم تقدران على التوالي ب43 ألف قنطارا و 95 ألف قنطارا، إضافة إلى دفعتين من الأعلاف المركبة تصلان على التوالي إلى 1000 قنطارا و500 قنطارا..
ويدفعنا هذا الاهتمام الى التذكير بما يحظى به الإقليم من عاية ملكية نظرا لما اشتهر به مننظرة متميزة ورائدة في مجال السياحة، والذي منذ ان جاء إحداثه كان أيضا محل رعاية ملكية من حيث الفلاحة وذلك من خلال خطاب المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني خلال مراسيم إحداث عمالة إقليم افران بتاريخ 18 شتنبر 1978 حيث قال:”نريد أن نجعل من إفران إقليما رائدا في مجال السياحة والفلاحة……”.
ويمتد إقليم إفران على مساحة إجمالية تبلغ 355334 هكتارا ، 44٪ منها مخصصة للمراعي و33٪ للغابات، فيما تمثل الأراضي الصالحة للزراعة 20٪ فقط من المساحة الإجمالية لهذا الإقليم الذي ينتمي لجهة فاس- مكناس، والذي يعتمد اقتصاده بشكل كبير على الفلاحة.
وجدير بالإشارة إلى أن المساحة الصالحة للزراعة من مجموع المساحة الإجمالية لإقليم إفران تبلغ 83.000 هكتارا منها 19.200هكتار مسقية، وتتميز الأراضي الصالحة للزراعة بتجزئة الملكية الفلاحية 54٪ من الأراضي المزروعة تبلغ أقل من 5 هكتارات، وتتوزع الزراعات الممارسة في المساحات الصالحة للزراعة على الشكل التالي:
✓زراعة الحبوب 62 ٪
✓الأراضي الراقدة 19 ٪
✓المزروعات العلفية 13 ٪
✓زراعة أشجار الثمار 4 ٪
✓وزراعات أخرى 2 ٪ ..