الألباب المغربية/ زوهرال اوراس بوراس
يتداول اليوم على الساحة العالمية مصطلح ما يسمى بغزو الساحل فما المقصود بذلك؟ لكي نلم بجوانب ذلك المصطلح وما المقصود به على أرض الواقع لابد أن نحدد ما المقصود بالساحل ؟ يقصد بالساحل المنطقة الواقعة مابين شمال مالي في المنتصف وجنوب الجزائر وشمال النيجر وشرق موريتانيا وجنوب ليبيا وتلك المساحة تتجاوز أربعة ملايين كيلومتر مربع، ويتنوع سكان تلك المنطقة ما بين المنطقة القومية الأمازيغية وبعض القبائل العربية والقبائل الإفريقية ويدينون بالديانة الإسلامية.
طبيعية تلك المنطقة ومقوماتها الاقتصادية هي منطقة صحراوية من أفقر مناطق العالم اقتصاديا فلا زراعة بمفهومها المتعارف عليه أو صناعة أو أي نشاط مدر للدخل الفردي، لكن بالرغم من الفقر المفقع للسكان في تلك المنطقة إلا أنه يمكن إطلاق تسمية الفقراء الأغنياء.. فتلك المنطقة غنية بثرواتها الطبيعية باحتوائها على أعلى معدل احتياطي لليورانيوم الذي يتم استخدامه كوقود للمفاعلات النووية وغنية جدا بالذهب والنحاس والحديد وتلك المواد من مقومات الصناعات الحديثة. وهناك احتياطي هائل من البترول الخام بمواصفات قلما تتوفر لدى من ينتجونه والغاز الطبيعى.
هذه الثروات تركت أطماع بعض الدول الصناعية التي تنقسم ما بين دول مستهلكة لليورانيوم كفرنسا التي تستخدم الطاقة النووية لإنتاج 80 % من إجمالي احتياجاتها من الطاقة وتستمد 40 % من احتياجاتها من اليورانيوم من النيجر من خلال شركة “اريفيا”.
أما الولايات المتحدة الأمريكية التي تعتمد على البترول والغاز في صناعاتها وتعاني الآن من نقص في احتياطياتها من البترول.. وانجلترا كذلك لها مطامع في الثروات المعدنية رفقة ألمانيا.
أما الدول المعنية التي تتوفر على هذه الثروات تعاني من ويلات حكامهم كالنظام الجزائري العسكري الذي يعاني الويلات مع الأمازيغ فى الجنوب الذين يطالبون بحكم ذاتي مستقل عن الحكام الجزائريين والجماعات الإسلامية في كل من مالي وموريتانيا.
أما النيجر، التي تتكون من قبائل عربية مسلمة هي الأخرى تطالب بالانفصال وتشترك القبائل الإفريقية المسلمة في تلك الدول.
بعد استعراضنا لبعض خصوصيات تلك المنطقة وسكانها ومشاكلها، نود التطرق إلى لقاء تم بين ألمانيا وفرنسا منذ عدة سنوات لوضع مخطط للاستيلاء على تلك المنطقة وإشراك عدة دول أخرى كانجلترا وأمريكا وكيفية وضع غطاء دولي وقانوني لإعطاء الشرعية للتدخل في تلك المنطقة.
فمن خلال دعم تلك القبائل والقوميات بالسلاح والتدريب، تم إثارة خلق مشاكل داخلية في تلك الدول الواقعة بالساحل لتأتي الخطوة الأخيرة بإعلان الإمارة الإسلامية بها ومن ثم إثارة القضية على المستوى الدولي مع إعلان أهداف وأسباب التدخل والضغط على تلك الأنظمة لقبولها والسماح لها باستخدام القوة وغزوها تحت ذريعة القضاء على الإرهاب المتمثل في تنظيم القاعدة، لنشر الأمن والاستقرار في المنطقة، إعادة توحيد دولة مالي والحفاظ على الشرعية فيها.
أما الأهداف الحقيقية لذلك الغزو فيكمن السيطرة على الحكومات بتلك المنطقة للاستيلاء على ثرواتها ومعادنها والسيطرة السياسية عليها من ناحية أخرى مستغلة في ذلك ضعف تلك الدول سياسيا، اجتماعيا واقتصاديا.
كما أن الهدف هو الرئيسي هو ابعاد تلك الثروات عن أيدي الإسلاميين خوفا من تمكينهم من تأسيس دولة إسلامية قوية وغنية وإبعاد الدول المنافسة كالصين والهند والبرازيل وروسيا…