الألباب المغربية/ محمد عبيد
يقف المتتبعون للشؤون المحلية والإقليمية اليوم وأكثر من أي وقت مضى أمام حجم المجهودات التنموية المبذولة منذ أشراف عبد الحميد المزيد كمسؤول أول للسلطة الإدارية على هرم الإدارة الترابية بإقليم إفران، والذي عمل خلال سهره على قضايا إقليم إفران كل جهوده تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية من أجل تطوير وتأهيل مسلسل التنمية البنيوية والاجتماعية نتيجة تخطيط استراتيجي وبحضور ميداني مستمر غير مسبوق مما ساهم في تجسيد معالم طفرة تنموية نوعية على أرض الواقع أصبحت تجلياتها بادية للعيان وناطقة بلغة الأرقام والمشاريع والمنجزات…
وتغلب على كلام عدد من المتحاورين والمتناقشين في المجالس الخاصة والعمومية بإقليم إفران وبعض منهم من الفاعلين الاجتماعيين والسياسيين والاقتصاديين والفعاليات الثقافية والرياضية ومتتبعي الشؤون المحلية والإقليمية لغة الأمل والاستبشار منذ تولي عبد الحميد المزيد على هرم الإدارة الترابية بإقليم إفران، وكان بإمكان أي كان أن يتلمس البداية الموفقة لعبد الحميد المزيد عامل إقليم إفران التي رافقتها خطة محكمة ومضبوطة في إجراء مقاربة وواقعية ومسؤولة انطلاقا من توزيع المسؤوليات إلى ذوي الاختصاص حيث قام على ختم حوار تواصلي دائم مع جميع المكونات بهذا الإقليم من منتخبين ومستثمرين ورجال أعمال وجمعيات مدنية ونخب كي يتمكن من المعالجة الجذرية الآنية لجل القضايا التي كانت تؤرق بال المسؤولين السابقين… خاصة منها تلك التي احتضنتها عمالة الإقليم بمناسبة الاجتماعات المسترسلة..
هذا التحول الإيجابي على عهد عبد الحميد المزيد بفضل النهج المحكم الذي يتبناه والتزامه الشخصي وحضوره المكثف، مما جعلها أيضا تزيد تأكيدا واضحا من أن الإستراتيجية التنموية بالإقليم عرفت تحولا متسارعا ودينامية نوعية في الفترات الأخيرة سواء من حيث الأولويات أو مصادر التمويل، وارتباطا بعدد من المتدخلين الأساسيين في إنجاز عدد من الأوراش… وهذا ما مكن من تحديد أربعة ملامح كبرى لهذه الإستراتيجية التنموية التي تراهن على أولويات، وهي إستراتيجية تدعمها الاستثمارات المالية التي تم ضخها بمختلف جماعات الإقليم… ليكون لهذا التفاعل مؤشرا واضحا مؤطرا بإستراتيجية محكمة الأهداف ووسائل التمويل..
ويعتبر هذا المجهود التنموي المحقق خلال هذا الحقبة من وجود عبد الحميد المزيد على هرم الإدارة الترابية بالإقليم بالمجهود الفاعل نظرا لما يعتمده في فلسفته التنموية كمرتكز أساسي يتمثل في التسلح بإرادة قوية وعزم متواصل وإصرار متني للعمل والتغيير ينبع بالأساس من الاعتقاد الراسخ أن الانصهار في بوتقة العمل الترابي الهادف والمسؤول تكليف ليس من ورائه تكليف وعمل شاق وصعب المراس يتطلب فقط التوفر على نفس تنموي طويل وبذل مجهودات مكثفة ودؤوبة لأجل الاستمرار والمضي قدما في كسب ثقة المواطنين بهذا الإقليم الذي أصبح أمر هيكلته وتأهيله وتنظيم مجاله وتدبير شؤونه التنموية، قرارا لا رجعة فيه للرقي بالإقليم في مختلف مناحي التنمية سواء منها الاقتصادية أو الاجتماعية أو الثقافية أو الرياضية والبيئية فضلا عن البنيوية الأساسية.
كفاءة وحنكة مثاليتين أصبح الرأي العام الإقليمي يلاحظها مكنتا عبدالحميد المزيد من حسن تدبير شؤون الإدارة الترابية منذ تنصيبه كعامل على هذه المنطقة من الأطلس المتوسط…. بالإضافة إلى رصد الصعوبات والإخفاقات التي تواجه المجالس المنتخبة أساسا الجماعة القروية والحضرية بالإقليم، حيث يسجل عليه خلق فضاء للنقاش والإستمتاع وتقبل الحوار وتبادل الأفكار والاراء بين كل من يحمل افكارا نيرة وتصورات جيدة من أجل تحقيق توافق مجالي قائم حول مقاربات وآليات في إعداد وتتبع تنفيذ تسيير المرافق العمومية بصفة عامة وتدبير الجماعات الترابية بصفة خاصة، سعيا منه إلى إيجاد حلول عملية وفعالة لكل المشاكل العالقة، وبغية استكمال المقومات التنموية والمجالية التي تجعل من إقليم إفران قطبا حقيقيا على صعيد الجهة والمملكة بشكل عام، فضلا عن تاكيد الانخراط في سلسلة من الأوراش الواعدة والمشاريع المهيكلة… وذلك من خلال وضع دراسة شمولية بمخططات واقعية جعلت السياسة المتبعة حاليا بإقليم إفران سواء بالمجال الإداري أو المالي أو التنظيمي ترقى إلى الأولويات والحاجيات على المدى البعيد والقريب…
ولقد أصبحت العمليات التي يقوم بها عبد الحميد المزيد عامل إقليم إفران تستأثر باهتمام وباعتزاز الرأي العام الإقليمي ككل، كونها كشفت عن مجهودات تبلورت وأصبح يراها متتبعو الشأن المحلي والإقليمي وهي مجسدة فعليا على أرض الواقع، الشيء الذي جعل عمالة إقليم إفران تحظى بكل التقدير والاحترام من مختلف سواء من قبل زوارها أو المقيمين بترابها.
ولا يمكن نكرا ما يتحقق من عمل دؤوب ملحوظ يساهم فيه مساعدوه الاقربون بدء من الكاتب العام للعمالة بوشعيب الصقلي، ورئيس الشؤون الداخلية بالعمالة محمد حمزة، وبقية مصالح هذه الإدارة، باتخاذ قرارات تتماشى مع السياسة المنفتحة على جميع المرافق ذات الصلة بمصالح المواطنين، ومتيحة جميع الإمكانيات لتحتل عمالة إفران المرتبة المشرفة في مجال الانجاز الفاعل للملفات والوثائق الضرورية التي لها صلة برعايا جلالة الملك…
ويجسد هذا العمل المتميز وعلى أرض الواقع لعبد الحميد المزيد سهره الملح على تجسيد مفهوم العمل الإداري والسلطوي، نظرا لما يتمتع به من معرفة دقيقة بكل القضايا المحلية والجهوية، واتساع مداركه الإدارية، مما جعله ينجح في كل المبادرات الاقتصادية والاجتماعية التي عرفها الإقليم، إلى جانب ما يتميز به من حدس جعله يعرف كيف يساير التيار الاجتماعي الجارف والذي مكنه من وضع حد لكثير من التأويلات والتفسيرات الخاطئة… وذلك بفعل إرادته الحسنة ونظره البعيد، مما مكنه من إيجاد كل السبل لمعالجة العديد من القضايا العالقة وإخراج مشاريع إلى حيز الوجود بعدما كانت نقط سوداء يصعب الاقتراب منها، حيث بفضل الشجاعة والحكامة الجيدة في التدبير والإرادة الحسنة والقوية لدى هذا العامل الذي دفع بتفعيل روح المبادرة الوطنية للتنمية البشرية كإطار مرجعي وفلسفي لجميع المبادرات الأخرى التي تأتي في سياق التعامل والغايات السامية للحكامة الجيدة والمبادرة الملكية، إذ كان لحضور عامل صاحب الجلالة على إقليم إفران أثر ايجابي كإشرافه الشخصي على البرنامج الشامل لمحاربة الفقر والهشاشة بالإقليم في ظل المشاريع والدينامية التي تعرفها التنمية البشرية بالإقليم.
هكذا… ولقد مكنت التحركات الأخيرة لعامل إقليم إفران، وبفعل عمله الدؤوب، والمتواصل من أن تجعل من هذا الإقليم الفتي يكسب رهان التنمية الحقيقية، يلمس طريقه نحو تحقيق دينامية اقتصادية واعدة وخلال فترة وجيزة وقياسية بدا التغيير يعرف طريقه نحو الأحسن وفق منهجية إستراتيجية تنموية واضحة الملامح والأهداف تتأسس على التشخيص التشاركي للحاجيات الملحة والاستعجالية… مشاريع تتجاوب مع طموحات الفئات المستهدفة التي أسهمت في معالجة مجموعة من الاختلالات البنيوية والتصدعات التي يعرفها الجسم الاجتماعي “الفقر–الهشاشة–الإقصاء الاجتماعي”، ما يؤشر على نجاعة الهندسة الاجتماعية التي تم نهجها من لدن الفاعلين والمجهودات التي يبذلها عامل صاحب الجلالة على إقليم إفران، حيث بمقدور كل مهتم بالشأن المحلي أن يلمس ذلك…
وفي قراءة للبرامج التنموية بالاقليم، يسجل المتتبعون والمهتمون بالشأن الإقليمي، أن مجمل المشاريع التي تم إنجازها بإقليم إفران -رغم محدودية الإمكانيات المادية ورغم تأثير الأزمة مراعاة للمصلحة العامة للإقليم ومواطنيه – اعتمدت بشكل كبير على الشراكة كمقاربة للتنموي، بين المصالح القطاعية والمجلس الإقليمي، ومجلس الجهة، وشركاء آخرين، مع إبراز التحول النوعي في طبيعة التمويل وقيمته، أثمرت تعزيزا للمكتسبات التنموية ودعمها… وهو رهان كبير اتضح من خلال الأوراش المفتوحة التي أعطيت انطلاقتها أو تم تدشينها في مجال دعم الطرق بالعالم القروي من خلال البرامج القطاعية لوزارة التجهيز واللوجيسيك أو برامج الجماعات المحلية أو المحاور المنجزة في إطار عدد من اتفاقيات الشراكة، مع تسطير برنامج جديد يهم عددا من الطرق القروية…. وهي مشاريع مكنت من تحقيق نسبة متقدمة من الربط الطرقي بمختلف جماعات الإقليم.. هذا بالإضافة إلى برنامج الماء الشروب، التي همت عددا من الدواوير، وبرامج دعم الشبكة الكهربائية بالجماعات الترابية التي تعرف ضغطا سكانيا وتزويد المناطق المتبقية، وبرامج التطهير الصحي لمدينة آزرو فضلا عن تحديد أولويات جديدة تهم أساسا القطاعات الاجتماعية خصوصا منها دعم التمدرس بالوسط القروي، من خلال إحداث بنيات جديدة وتعزيز الخدمات الجماعية عبر بناء عدد من دور الطالب والطالبة والعمل على توسيع الداخليات وإحداث عدد من المدارس الجماعاتية…
كما أن القطاع الصحي أصبح يحظي بعناية في إطار هذه الإستراتيجية التنموية عبر تعزيز خدمات القرب (سيارات الإسعاف المجهزة) وتحفيز تنظيم قافلات طبية ودعم المرافق الصحية واقتناء تجهيزات لفائدة المستشفى الإقليمي، مع إحداث مركز لذوي القصور الكلوي، وهي خدمات أمكن تطويرها عبر آليات للشراكة..
وفي مجال السكنى والتعمير، يعرف الإقليم العديد من المشاريع السكنية الهامة التي تم انجازها من طرف مجموعة التهيئة العمران وشركات القطاع الخاص.. إضافة إلى تعزيز البنيات التحتية الرياضية بالإقليم التي تحتل حيزا هاما من اهتمامات الفاعلين المحليين، كملاعب سوسيو-رياضية للقرب (على سبيل المثال لا الحصر) بعدد من الجماعات الحضرية والقروية بالإقليم..
وجدير أيضا بالإشارة إلى ما تخوضه عمالة إقليم إفران لمجموعة من اللقاءات التواصلية مع كل الفاعلين بالإقليم من المنتخبين وجميع فعاليات المجتمع المدني للوقوف على عملية تسطير برنامج تنمية شمولي يهدف تأهيل البنيات التحتية وتحسين الخدمات الأساسية ومن خلال مجموعة من لقاءات تواصلية وأخرى تشاورية مع مختلف مكونات المجتمع المدني بالإقليم في إطار التفاعل الإيجابي ذو أبعاد اجتماعية واقتصادية وبرامج أخرى هامة الهدف منها تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشمولية، تضمنها البرنامج الأولي للتنمية المندمجة الذي مكن إقليم إفران ومدينة آزرو من التأهيل وفق مخطط استراتيجي تم تحقيقه مع نهاية 2018… والبقية في الطريق بمخطط جاري في أفق 2027.
هذه المشاريع التنموية التي تشهدها عمالة إقليم إفران، برأي عدد من المتتبعين والممارسين للشؤون المحلية والإقليمية تمت بمنظور التواصل والحوار والحكامة الجيدة.
ويمكن اعتبار هذا المنحنى الذي وضعه عامل إقليم إفران خريطة طريق وإستراتيجية واضحة الأهداف والمعالم لتحقيق مزيد من التنمية تتمثل فعاليتها في إنجاز بنك للمشاريع يشكل لا محالة خارطة طريق لمختلف الأطقم الجماعية بالإقليم مستقبلا لأجل مواصلة مشوار التنمية بالإقليم المبنية على استثمار الكفاءات الذاتية وتعبئة الشركاء لما يخدم تأهيل مسار الرقي والإزدهار بإقليم إفران في شتى المجالات والميادين..
وعلى المستوى الاقتصادي، فلقد كان حضورعامل إقليم إفران عبد الحميد المزيد مكثفا خصوصا في المجال الفلاحي وتتبع حالة فلاحي المنطقة والإشراف على تنفيد برامج الدولة بخصوص محاربة بعض الأمراض التي أصابت قطعان الغنم والأبقار، والأشجار المثمرة، وتشجيع الفلاح على الانفتاح على تجارب أخرى وتطويره من خلال ندوات خاصة بالمجال.. فضلا عن الدعم بالمواد الزراعية التي يحتاج اليها الفلاح لتنشئة أرضه الفلاحية ومنتجاتها.
فيما سجل إشراف عامل اقليم افران عبد الحميد المزيد بكل قوة على المستوى الأمني، حيث عمل على التنسيق مع مختلف الأجهزة الأمنية من رجال الدرك والأمن الوطني والقوات المساعدة والوقاية المدنية في مختلف المناسبات لضمان الأمن والأمان للمواطنين وتجهيز بعضها بسيارات حديثة كالدرك الملكي خاصة بمبادرة من المجلس الاقليمي.
وقد رأى متتبعون ومهتمون في هذه الإستراتيجية خطوة متقدمة ورائدة تنفتح من خلالها على الجميع، فقط على هذا الجميع من جماعات وإدارات قطاعية أن تكون عند القدر من المسؤولية والاهتمام باستحضار شعار: “الإرادة والأمل والمسؤولية في العمل”، خصوصا وأن ساكنة المناطق الجبلية المنتشرة بهذا الإقليم في حاجة ماسة إلى الاهتمام والعناية بحياتها سيما أثناء التساقطات الثلجية والمطرية، مادامت تنمية الجبل، فضلا عن البرامج والمخططات الإدارية والجماعية، يتعين أن تقوم على مقاربة تشاركية عبر إشراك الساكنة المحلية من أجل تحقيق تنمية فعلية مستدامة بهذه المناطق.
وتبقى أقوى شهادة الملموسة ذلك التتويج لعامل إقليم إفران عبد الحميد المزيد كأفضل شخصية إدارية بالاقليم والتي منحتها له فعاليات إعلامية مختلفة من الإقليم والجهة ككل برسم سنة 2023، وذلك بسبب الإسهامات والإشعاع الهام الذي حققته هذه الشخصية على مدار سنة 2023… تكريم كهذا يعكس تقديراً عميقاً للمسؤولين الذين ساهموا بشكل فاعل في التفاني وتقديم الخدمات والإنجازات الهامة والإيجابية للوطن وللمواطنين.
عامل إقليم إفران والتشاركية وحاجة الإقليم لمزيد من التنمية
اترك تعليقا