الألباب المغربية/ محمد عبيد
احتضن مركز التكوين التابع لجامعة الأخوين بإفران، يوم الثلاثاء 11 نونبر 2025، لقاء تشاوريا موسعا في أفق العمل على بلورة جيل جديد من برامج التنمية الترابية المندمجة، تستجيب لتطلعات ساكنة مختلف المناطق، وتنسجم مع الخصوصيات المجالية والاقتصادية لـلإقليم.
اللقاء التشاوري الذي ترأسه عامل اقليم إفران إدريس مصباح إلى جانب رئيس جامعة الأخوين رفقة كل من الكاتب العامل للعمالة ورئيس الشؤون الداخلية بالعمالة، ورئيس المجلس الإقليمي لعمالة إفران، ورؤساء المصالح والأقسام الداخلية بالعمالة ورجال السلطات المحلية، ورؤساء المصالح القطاعية والغرف المهنية والمنتخبين، وفعاليات النسيج الجمعوي.
فبعد تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، وتحية العلم المغربي على أنغام النشيد الوطني، ألقى عامل الاقليم، إدريس مصباح، كلمة بالمناسبة تحدث على أن هذا اللقاء يأتي في السياق الوطني (الانتصار الدبلوماسي)، وربط توقيته بـ “الانتصار التاريخي” للمملكة، مشيراً إلى تأكيد مجلس الأمن لسيادة المغرب على صحرائه.. ومعتبرا أن هذا الاعتراف الدولي الذي تحقق بفضل “الحنكة الدبلوماسية المولوية” للملك محمد السادس، يعد عاملاً محفزاً لتظافر الجهود من أجل تحقيق المزيد من التقدم.
ليستعرض الهدف الرئيسي من اللقاء الذي يخص برامج التنمية من الجيل الجديد تنفيذا لتوجيهات الملكية، وأن الغرض الأساسي من اللقاء هو التشاور مع الفاعلين المحليين لتنزيل التوجيهات الملكية السامية الواردة في خطاب العرش (29 يوليو 2025) وخطاب افتتاح البرلمان (10 أكتوبر 2025)… ومشيرا إلى أن المهمة تستدعي التعجيل بإعداد “جيل جديد من برامج التنمية الترابية المندمجة”، وبأن الغاية هي وضع حد للفوارق المجالية والاجتماعية.
وليقدم محاور اللقاء مبينا بأنها تستهدف أولويات البرامج الجديدة، وموضحا على أن هذه البرامج الجديدة، المدعومة أيضاً بـ “مشروع قانون المالية 2026” وتوجيهات وزارة الداخلية، وترتكز على العنصر البشري، وتهدف إلى:
- دعم التشغيل: خاصة للشباب، عبر تثمين المؤهلات الاقتصادية المحلية.
- تطوير الخدمات الاجتماعية: التركيز بشكل خاص على قطاعي الصحة والتعليم.
- تدبير الإجهاد المائي: إعطاء عناية خاصة لتدبير الموارد المائية بشكل عقلاني ومستدام لمواجهة التغيرات المناخية.
- التأهيل الترابي المندمج: الاهتمام بالمناطق الجبلية والهشة وتطوير المراكز الصاعدة.
- المنهجية: المقاربة التشاركية
- الانتقال في المنهجية: أكد المتحدث على ضرورة الانتقال من “التخطيط للسكان” إلى “التخطيط معهم”.
- الإنصات للمواطن: شدد على أن نجاح هذه البرامج يتطلب مقاربة تشاركية واسعة قائمة على الإنصات للمواطنين، والأخذ باقتراحاتهم، وترجمتها إلى مشاريع ملموسة بشفافية ونزاهة.
- العنصر البشري أولاً: الهدف هو وضع العنصر البشري في صلب الاهتمامات والاستثمار فيه لخلق الثروة.
وفي ختام كلمته وجه نداء وخطة عمل للفاعلين بالإقليم (جماعات ترابية، مصالح حكومية، مجتمع مدني، فاعلين اقتصاديين) للانخراط الجاد في إعداد هذا البرنامج الطموح.
بعد ذلك تم تقديم عرض موسع حول معطيات الإقليم ومؤشرات ومؤهلات قطاعات الصحة، والتعليم، والماء، والغابة، والفلاحة، والاقتصاد، والتاهيل الترابي المندمج،والسياحة حيث ركز العرض على البرامج المنجزة خلال 10 سنوات الأخيرة…
أيضاً تضمن العرض في ختامه نقط القوة والضعف والتهديدات التي ترافق كل مجال من هذه المجالات الحيوية والتي يلاحظ عليها خصاص وحاجتها إلى توظيف المؤهلات لتحقيق برامج تنموية مندمجة وفاعلة.
إثر هذا تم تكوين أعضاء ورشات للاشتغال في مواضيع التعليم، والصحة والشغل والماء، والتأهيل الترابي المندمج، ستكون لنا عودة للكشف عن ما خرجت به أشغال الورشات الخمس وتوصياتها.
يذكر أنه في ختام أشغال هذا اللقاء التشاوري رفع المشاركون أكف الضراعة بالدعاء لجلالة الملك بالشفاء العاجل، وأن يحفظه بما حفظ به الذكر الحكيم، شاملا ولي عهده الأمير مولاي الحسن وصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وباقي الأسرة الملكية.