بني ملال
خديجة بوشخار
في إطار الصورة الاجتماعية الحالية لمختلف أحياء مدينة بني ملال على وجه التحديد ،والتي تكشف عن واقع مؤسف يسيء الى مستوى المدينة العام ويتعلق الأمر بانتشار ظاهرة وجود مختلين عقليين بكثرة في اماكن عمومية مثل المحطة الطرقية ووسط المدينة وعلى جوانب المؤسسات العمومية كالأبناك والبريد وغير ذلك، الأمر الذي يسبب ازعاج المواطنين وتعرضهم للأذى من طرف هؤلاء الأشخاص المرضى عقليا، و الذي يسيء إلى الصورة الاجتماعية العامة للمدينة ويعكس نوعا من التهميش وهضم الحقوق بالنسبة لهؤلاء الأشخاص باعتبارهم جزء لا يتجزأ من الساكنة العامة، وفي هذا الإطار ومن خلال دراسة سوسيولوجية لموضوع الصحة والمرض، تم الوقوف عند موضوع الصحة النفسية على وجه التحديد، في محاورة هادفة بين أحد طلبة مسلك علم الاجتماع وبين الدكتور عبد الهادي الحلحولي، وهو أستاذ باحث في علم اجتماع الصحة بجامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال، تحدث الدكتور الحلحولي في محاورته عن معاناة المرضى النفسيين والعقليين في المغرب في غياب استراتيجية واضحة للتكفل بالمرضى من هذه الفئة ويسلط الضوء على العوامل الاجتماعية والثقافية المؤطرة للمرض النفسي في المجتمع المغربي وحالة تمثلات افراد المجتمع للعلاج والتي تتأرجح بين الرقية الشرعية والطب الحديث، كما يقارب الدكتور الحلحولي العلاقة بين العنف والصحة النفسية، كما يفكك السياقات التي تؤدي الى تهميش المرضى النفسيين، مع تأكيده على ضرورة الربط بين الصحة النفسية والسياسات العمومية من جهة والدور المهم الذي ينبغي أن تلعبه الأسرة والمجتمع في حماية الصحة النفسية للمواطنين من جهة ثانية، وقد جاءت مخرجات هذا الحوار على ضوء المسح الوطني الذي أجرته وزارة الصحة حول المرض النفسي والذي يؤكد على أن حوالي نصف المغاربة المتراوحة أعمارهم بين 15 عاما فما فوق هم أكثر المتعرضين للاضطراب النفسي خصوصا في العنصر النسوي، تحت وطأة الضغوطات الاجتماعية والتأثير النفسي المتقلب ما بين مرحلة المراهقة ومرحلة الشباب، وتحت ظروف الانحراف والتهميش والتقليد الاعمى للأخر وغيرها من العوامل التي تساعد على تشكل كتلة أسباب إصابة الشباب بالاختلال العقلي وتحولهم من فرد صالح داخل المجتمع الى وباء وعار يراه المواطنون بعين الشفقة تارة وعين الاشمئزاز والنفور تارات متعددة …..