الألباب المغربية/ سعيد ٱيت حمو
رغم تشرذم دول شمال غرب إفريقيا بحرب الرمال بين المملكة الشريفة وجارتها الشرقية، الدولة الجديدة التي ترى النور لأول مرة تحت سيادتها عوض سيادة الإستعمار الذي تعاقبت خلاله عدة قوى من بيزنطيين وفينيقيين ورومان وعثمانيين وفرنسيين… وعدم الإعتراف بدولة موريتانيا المقتطعة من المملكة الشريفة جنوبا من طرف هذه الأخيرة، قاوم المغرب وحده التواجد الإسباني بأراضيه الجنوبية، وبموازاة للحركة المسلحة المؤطرة من طرف جيش التحرير المغربي، ناور فقهاء القانون المغاربة بالمحافل الدولية، وإضافة للقرار الأممي 2072 المتصدر سنة 1965 والذي يعتبر بداية إخراج إسبانيا من الصحراء المغربية بمنطق تصفية الإستعمار كما سعى إلى ذلك الملك الراحل، أقدم المغرب على خطوة أخرى بمحكمة العدل الدولية لاهاي بإستصدار رأيها الاستشاري الذي أقر بتواجد روابط البيعة القانونية بين سكان الصحراء وسلطان المغرب إبان إستعمار هذه المنطقة من قبل الإسبان. وكانت هذه هي خاتمة التواجد الإسباني بالمنطقة… لقد كان إختيار توقيت هذه المناورة القانونية صائبا حيث كان الجنرال فرانكو يعيش آخر أنفاسه وإسبانيا تستعد للعودة للنظام الملكي، ما يعني تغيير جذري في السياسة الإسبانية ومراجعة علاقاتها الدولية.
بعد خروج مقررات محكمة لاهاي للعلن، وبدهاء قل نظيره، وبحنكة رجال الدولة المتمرسين، وبخبرة المواطن المناضل الذي أسس للحركة الوطنية إبان الإستعمار الفرنسي، وفي سرية تامة، خطط المغفور له الحسن الثاني للمسيرة الخضراء، رتب كل أركانها وجزئياتها مع رجاله الحافظين للأسرار، وبعد نضج الفكرة واستكمال الترتيبات كان الخطاب المدوي المعلن عن إنطلاق المسيرة الخضراء كي يطأ المغربي أرضا وهي أرضه ويصل الرحم بإخوانه…
يتبع