الألباب المغربية/ سعيد آيت حمو
كما سبق الذكر، دخلت إسبانيا الصحراء المغربية بترخيص من مؤتمر برلين المعقد أواخر سنة 1884، حيث أنشأت المناضد التجارية ” les comptoirs commerciaux” مع تواجد عسكري. لم تكن حدود هذه المناطق الخاضعة للتواجد الإسباني واضحة المعالم إلى أن جاءت معاهدة باريس سنة 1900 بين إسبانيا وفرنسا التي وضعت حدودا مؤقتة، وكانت لإتفاقية مدريد سنة 1912 والتي تلت معاهدة فاس من نفس السنة وقعا على تثبيت الحدود، وبذلك تشكلت الصحراء الإسبانية من إقليمي الساقية الحمراء ووادي الذهب، إلى أن وضع المغرب تحت الحماية، ومنذ سنة 1884، سنة احتلال الصحراء من طرف الإسبان، كان الصحراويون، وبدعم من سلطان المغرب يقاومون هذا التواجد الإسباني، حيث تشكلت مقاومة مسلحة ناهضت من أجل الإستقلال. بعد وضع المغرب تحت الحماية سنة 1912، خفتت هذه المقاومة وأصبحت عبارة عن مناوشات هنا وهناك لأن الداعم الرئيسي والسند أصبح بدوره تحت قيود الحماية الفرنسية. خلال سنة 1924 أصبحت تسمية الصحراء الإسبانية تسمية رسمية، بل أطلق عليها تسمية إفريقيا الغربية الإسبانية مباشرة بعد الحرب العالمية الثانية، لكن أعيد تسمية المنطقة بالصحراء الإسبانية سنة 1958. مباشرة بعد إستقلال المغرب ونهاية الحماية الفرنسية، قامت المملكة المغربية بدعم جيش التحرير الوطني المكون من مقاتلي آيت باعمران والمقاومين الذين قاوموا الجيوش الفرنسية والمقاتلين الصحراويين الذي حارب وقاتل المعمر الفرنسي وأخرجه من كاب جوبي، إقليم طرفاية حاليا، ومن مناطق شاسعة بآيت باعمران عدا إفني المدينة. بل امتدت المقاومة إلى أقاليم الساقية الحمراء ووادي الذهب. نظرا لإندحار الإحتلال الإسباني أمام المقاومة المغربية التي حارب تحت ألوانها كل أطياف وشرائح المجتمع المغربي، استنجدت إسبانيا بفرنسا، وكانت العملية المشتركة بين فرنسا وإسبانيا والتي سميت ب Ecouvillon سببا في إخلاء المقاومة المغربية لبعض المدن التي سيطرت عليها من قبل كالدشيرة والسمارة.
يتبع