الألباب المغربية/ هدى بوكدال
في زمن يُفترض فيه أن يكون المسؤول السياسي سفيرًا لصورة بلاده، وحارسًا لهيبتها في المحافل الدولية، خرج أحد الوزراء المغاربة بصورة “سيلفي” مع رئيس دولة، خلال مهمة رسمية، وكأننا أمام سائح مراهق لا يدرك ثقل اللحظة ولا رمزية الموقع.
الصورة ليست مجرد لقطة عابرة بعدسة هاتف، بل رسالة تختزل الوعي، وتفضح مستوى من يمثلنا خارج الحدود.
كان من الممكن أن تؤخذ صورة رسمية، تحفظ للوزير مقامه، وللمغرب صورته، دون ابتذال أو تسرّع طفولي.
ما حدث لا يُضحك، بل يُحزن ويُحرج. يُحزن لأننا نحارب يوميًا من أجل تحسين صورة الرجل المغربي، وتقديمه في صورة المتزن، الناضج، المحترم، الكفء. ويُحرج لأن من يُفترض أنه صوت المغرب في الخارج، قرر أن يتصرف وكأنه في رحلة سياحية لا علاقة لها بالبروتوكول ولا بالمسؤولية.
كفى استخفافًا بصورة الوطن. لسنا في حاجة لمزيد من النرجسية الرقمية، بل لرجال دولة يعرفون متى تُلتقط الصورة؟ وكيف؟ ولماذا؟