بلال الفاضلي
يعيش إقليم زاكورة وجماعاته الترابية التهميش والاقصاء في صمت، رغم انتمائه لجهة من أغنى الجهات بالمملكة. ليست الظروف المناخية هي المتهم الأساس فيما آلت إليه وضعية الإقليم حاليا، فعبر تاريخه مر بجفاف أقسى، أودى بحياة الكثيرين جوعا، وتشافى وعادت الحياة لتدب في شريانه. الأمر أبعد من هذا، الإنسان هو من أوصل الجهة والإقليم إلى هذه الحالة الميؤوس منها، أقصد بالإنسان ما يصطلح على تسميته بالسياسي، حيث تعاقبت على تدبير شؤونه شخصيات منهم من ورثها عن أجداده بحيث لم تزعزعه من كرسيه لا ديمقراطية ولا هم يحزنون.. والآخر وصل إليها بالطرق الملتوية، لكن لا هذا ولا ذاك أسدى لهذه الجهة وإقليم زاكورة معروفا، شخصيات تقلدت في فترة ما تدبير شؤون المنطقة، منهم من قضى نحبه والآخر ينتظر، وفي أي وقت تتاح لبعضهم تناول الكلمة في لقاء أو ندوة، لا تعلو وجوههم حمرة خجل يتحدثون بحرقة عن الإقليم حتى يخيل للبعض أنهم يؤدون أدوارا مسرحية، الصراخ والعويل، لكن التاريخ سجل لن تخونه الآهات، أن الحنين إلى الكراسي هو من دفع هؤلاء إلى البكاء على الأطلال، لكن وكما يقال.. الصيف ضيعت اللبن..