الألباب المغربية/ بلال الفاضلي
تعتبر أقاليم الجنوب الشرقي من بين الجهات المتضررة من الجفاف مما أدى إلى هلاك آلاف من شجر النخيل، فأصبحت واحات نخيلها عبارة عن خشب مسندة، وبتعبير أدق البساتين عبارة عن مقابر للنخيل، قضت بفعل الجفاف وأخرى في الطريق إلى الاندثار.
وأمام هذه الوضعية الكارثية التي تدمي القلوب وتسببت في هجرة العديد من الأسر إلى وجهات مختلفة من مدن المملكة، ورغم هذه المأساة، ظهرت في الآونة الأخيرة فلاحة دخيلة عن المنطقة حيث قدم مستثمرون إلى أقاليم زاكورة وطاطا واستأجروا أراضي عذراء لزراعة البطيخ الأحمر الذي يستنزف الثروة المائية، وحينها دقت الجمعيات الحقوقية وكذا المهتمة بالمجال البيئي ناقوس الخطر وتحركت الجهات المسؤولة في نفس الاتجاه بخطى محتشمة لردع هؤلاء القادمين من بعيد، حسب ما تروج له، لكن الأمر ما هو إلا كلام.
ففي هذا الموسم وحسب ما علمته جريدة “الألباب المغربية” من مصادر موثوقة من عمالة زاكورة تفيد بأن هناك قرار عاملي يقنن هذه الزراعة، لكن موسم الجني كشف عن المستور، فأضحت شوارع زاكورة تعج بالشاحنات من كل الأصناف تهرب الأطنان من مياه الجنوب الشرقي إلى خارج الحدود.. اليوم تطرح فعاليات حقوقية وجمعوية عدة تساؤلات، هل كانت السلطات في فترة زراعة البطيخ الأحمر في سبات عميق ؟ أم أن ما وراء الأجمة ما وراءها ؟ أم أن أباطرة زراعة الدلاح تغولوا ؟
الوضعية بزاكورة تدعو إلى القلق، فهناك مناطق تعرف العطش، فالساكنة لن تجد مياه الشرب في الصيف القادم، والغريب في الأمر أن المنطقة لا تستفيد من زراعة البطيخ الأحمر إلا النفايات المتبقية، فحتى اليد العاملة تم جلبها من خارج الإقليم.