الألباب المغربية/ بلال الفاضلي
يحتضن إقليم زاكورة على عدة مجالس جماعية تمخضت عن انتخابات بأحزاب سياسية ذات اختلافات مذهبية تحمل في طياتها توجهات مختلفة، هذه المجالس ولدت في صنايق قيل عنها الكثير، ٱنذاك عرضت على المواطنين برامج استهلكت في طباعتها مدادا وأوراقا بمصاريف باهضة من أموال الشعب كان مألها سلل المهملات، لا طائلة منها، إنها المشاريع الورقية لاغير ، كل مترشح يتأبط مشاريع حزبه ويعد الساكنة بتنزيلها على أرض الواقع، اتفقوا جميعهم على برامج تنموية تقضي على الهجرة والبطالة وأخرى تهم المجالين التعليمي والصحي. شكلت مجالسها وحاز بالأغلبية في جلها أحزاب الأغلبية الحكومية، ونحن في الولاية الثالثة لاشيء تحقق بجماعات زاكورة، تعقد الدورات في تواريخها وبحرارتها أحيانا لكن الهدف معروف، تختم هذه المجالس دوراتها بالشاي والكعكة والغذاء وينصرف كل إلى حال سبيله حتى الدورة القادمة.
جريدة “الألباب المغربية” أخذت نموذجا، ماسيقال عنه سينطلي لا محالة عن بقية الجماعات.. الجماعة الترابية لتمكروت، هذه الأخيرة قد يعتقد الكثير من المتتبعين للشأن المحلي أنها جماعة بدون مجلس، أقدم جماعة ترابية بإقليم زاكورة تاريخ وثقافة وحضارة، لكن عندما تحل بها لأول مرة كزائر يخال إليك أنك في بلدة مهجورة، لا رصيف ولا مساحات خضراء، وإذا حللت بها ليلا الإنارة كأنها شموع عيد الميلاد،
المجتمع التمكروتي مستاء من كل المجالس المتعاقبة على تدبير الشأن المحلي بهذه القرية الوديعة، لا أريد أن أطلق عليها اسم المدينة حتى لا أقع في المحظور، رئاسة الجماعة الحالية في الولاية الثانية، يكون قد استفاد من أخطاء السابقة لكن لا وجود له، لا تنمية ولا مشاريع واعدة، يشتكي دائما بعجز الميزانية، موظفون يترقون ويتسلقون السلاليم ويتقاضون أجورا معتبرة، ومهامهم تنحصر في شواهد عقود الازدياد… كما أن مجلسها لن يحصل منه على ما يخوله الدستور لأي كان، الحصول على المعلومة، فهذه من سابع المستحيلات فحتى وإن حاولت الحصول عليها من جهة ما، فتيقن من أنها ستكون مغلوطة فهذا هو حظ هذه الجماعة… وبالتالي الإقليم فمشاريعه لا تبرح قاعات الاجتماعات في كل الدورات، أموال ترصد وعلى أرض الواقع رياح الخريف الهوجاء.