الألباب المغربية/ ياسين بالكجدي
في زحام الحياة، عندما تضيق النفس وتشتد الأوجاع، نجد أنفسنا في مواجهة الحقيقة المطلقة: أننا ضعفاء أمام قدرة الله، وأنه مهما حاولنا أن نكون أقوى مما نحن عليه، فإننا في النهاية مجرد ذرات في ملكوته الواسع.
كم مرة تعثرنا ؟ كم مرة أخطأنا ؟ كم مرة خذلنا أنفسنا قبل أن نخذل غيرنا ؟ ورغم ذلك، نجد بابًا لا يُغلق، ونورًا لا ينطفئ، وصوتًا خفيًا في أعماقنا يهمس لنا: “عُد متى شئت، فالعفو لا ينفد، والرحمة لا تنتهي.”
نحن البشر نحمل أرواحًا مثقلة بالذنوب، نعتقد أن أخطاءنا قد فصلتنا عن الله، لكن الحقيقة أن الله أقرب إلينا من حبل الوريد، ينتظر منا لحظة صدق واحدة، لحظة توبة حقيقية، لحظة اعتراف بأننا لسنا سوى عباد ضعفاء نحتاج إليه في كل نفس نتنفسه.
تأمل كيف يمنحنا الله فرصًا لا تُعد ولا تُحصى، يسقط العبد في غيابة الخطايا، فتكون رحمة الله كيد أمٍّ تمتد لانتشاله، يمضي العبد في دروب الضياع، فينبت الله في طريقه علامة تُنبهه، رسالة تُرشده، موقف يُغير مجرى حياته، وحتى عندما نتمرد ونصر على المضي في الطريق الخطأ، يظل الله يُمهلنا، يمنحنا فسحة للتوبة، لأن رحمته ليست كرحمة البشر، بل أوسع من ذلك بكثير.
رحمة الله لا تنفد
اترك تعليقا