الألباب المغربية/ رشيد اخراز- جرادة
الحق في الصحة؛ حق تكفله جميع الدساتير والمواثيق الدولية غير أن الواقع بمستشفى العوينات بجرادة يقول عكس ذلك، بحيث يعتبر المستشفى الإقليمي بجرادة فضاء للألم والمعاناة في صفوف المرضى والمرتفقين ونموذج واضح للفوضى والتسيب الشيء الذي يثير القلق، ويشكك في جدية مذكرات ومناشير الوزارة الوصية على القطاع التي تدعو إلى محاربة الفساد وإرساء آليات النزاهة والشفافية في تقديم الخدمات الصحية.
فإلى أي حد تحترم إدارة المستشفى هذه المذكرات وتعمل بمنطوقها؟..
في زيارة استطلاعية اتضح أن هذا المستشفى يعاني من خصاص مهول في التجهيزات الطبية المفترض أن تكون رهن إشارة الطاقم الطبي، كما لوحظ كذلك نقص كبير في الأطر الصحية خصوصا بمصلحة المستعجلات التي تستقبل عشرات الحالات يوميا.
كما أكد مجموعة من المرتفقين للمستشفى، غياب الأطقم الطبية المختصة.
وما يحز في النفس، هو أن الأطباء على قلتهم، غائبون وكثيرا ما تجدهم في المصحات الخاصة، وإن وجد طبيب فإنه يلجأ إلى مماطلة المريض عبر منحه موعدا لا يقل عن ثلاثة أشهر، غير مكترث بخطورة وضعه الصحي.
ويبدو أن إدارة المستشفى لم تأخذ على محمل الجد منشور سابق لوزارة الصحة تدعو فيه الإدارات والمؤسسات الصحية لبذل مجهود أكبر من أجل تقوية آليات تعزيز النزاهة والشفافية في تقديم الخدمات الصحية.
كما تجاهلت الإدارة التوصيات الصادرة عن الوزارة والتي تلزم مسؤولي المستشفيات العمومية القيام بحملات تحسيسية لفائدة العاملين بالقطاع الصحي، على صعيد الوحدات التي تسهر على تقديم الخدمات الصحية بكل المصالح الاستشفائية، وعلى رأسها مصالح المستعجلات، والاستشارات الطبية والتكفل بالولادات وطب النساء، من أجل تخليق المرفق الصحي والتصدي لكل حالات الفساد.
وأمام هذا الوضع المقلق تناشد ساكنة جرادة، المديرية الإقليمية للصحة بضرورة التدخل العاجل للتخفيف من معاناة الساكنة..