الألباب المغربية/ رشيد اخراز- جرادة
في مشهد يختصر معنى التضحية والإخلاص، التقطت عدسات الكاميرات صورًا لرجال الوقاية المدنية بجبال شفشاون قضوا الليل بأكمله في مواجهة ألسنة النيران، يقاومون لهبًا لا يرحم، وحرارة تحرق الأجساد قبل أن تلتهم الأخضر واليابس.
مع طلوع النهار، لم يجدوا سوى الإسفلت فراشًا لهم، يفترشون الطريق وينامون بملابسهم المتسخة بالدخان، وأيديهم ما زالت تحمل آثار المعركة مع النار. لم يكن النوم بالنسبة لهم راحةً بقدر ما كان استسلامًا لجسد أنهكه العطاء.
هؤلاء هم الوجوه الحقيقية للبطولة، بعيدًا عن الأضواء والجوائز والكلمات المنمقة. رجال يستحقون كل أشكال التكريم والاعتراف بالجميل، لأنهم وقفوا في الصفوف الأمامية ليحموا الأرواح والممتلكات، غير آبهين بالخطر أو التعب.
في زمنٍ يبحث فيه كثيرون عن البطولة خلف الشاشات، يكتب هؤلاء أسمى معانيها على أرض الواقع، بحبر العرق والدخان.