الألباب المغربية/ يونس المنصوري
لقد وصلنا إلى نقطة في واقعنا حيث لم تعد التحديات مجرد عثرات على الطريق، بل باتت جدرانًا تحاصر مستقبلنا وتكاد تسحق أي أمل في التغيير. الأنانية، الجهل، والفساد ليست مجرد ظواهر عابرة، بل أصبحت جزءًا من نسيج يومياتنا، تنخر في أعماق المجتمع وتعوق تقدمنا في كل المجالات. من كان من المفترض أن يكونوا قادة التغيير باتوا أسرى لمصالحهم الشخصية، مدفوعين بطموحات ضيقة لا تتجاوز حدود مكاسبهم الفورية.
بينما تنهار القيم وتتآكل المؤسسات، نجد أنفسنا نردد نفس الشعارات الجوفاء، دون أن ندرك أن تكرار الفشل هو نتيجة حتمية لإصرارنا على إتباع نفس المسارات القديمة. التعليم بات يعاني من التفكك، الوظائف تزداد ندرة، والبطالة تتفاقم، بينما يتم تضخيم نجاحات زائفة تخدم نخبة محدودة على حساب الأجيال الصاعدة.
الواقع المرير الذي نعيشه اليوم ليس مجرد خطأ عابر، بل هو انعكاس مباشر لسوء إدارة واستغلال للفرص التي أتيحت لنا. مستقبلنا ليس مدمرًا فقط بفعل الظروف، بل بفعل تواطؤنا الصامت مع هذا الانحدار الجماعي. ما لم نستيقظ ونواجه الحقائق بشجاعة، سنظل نعيش في دوامة من الانحدار المتواصل، نصنع أعذارًا لأخطائنا، ونتجاهل الإمكانات الهائلة التي نتلفها بأيدينا…