الألباب المغربية/ ميمونة الحاج داهي
جيل Z في المغرب لم يعد يطيق خطب الأحزاب ولا عناوين الصحف، كل تلك الكليشيهات التي تقال عن “تأطير الشباب” و”الدفاع عن قضاياه” لم تعد تقنع أحدا.. الحقيقة أن الأحزاب تكلست، صارت أبراجا عاجية لا ترى إلا مصالح قادتها، والصحافة التقليدية استسلمت إما لسطوة الممول أو لسلطة الرقابة.
جيل Z لم يعد يتابع جريدة حزبية لا يقرؤها حتى أعضاء الحزب نفسه، ولا ينتظر مقالا “مؤدى عنه” في صحيفة عمومية، لأنه ببساطة يفضحهم في بث مباشر من قلب الحي الشعبي.. لم يعد يثق في برلماني يصرح من قبة البرلمان بعبارات مهينة، ولا في قيادي حزبي يتحدث عن الشباب وكأنهم قاصرون يحتاجون وصاية.
ألم ترَ كيف تحولت كل خرجة غير مسؤولة لسياسي إلى مادة للتندر والسخرية الرقمية؟ ألم يتحول تصريح برلمانية من حزب الأحرار عن “الميكروبات و المرضى و غيرها من الأوصاف المهينة” إلى كرة نار لامست غضب الشارع؟ هذه ليست زلة لسان، بل دليل على قطيعة كاملة بين جيل لا يقبل الإهانة وجيل سياسي فقد حس اللياقة.
أما الإعلام، فقد صار في كثير من الأحيان صدى باهتا لبلاغ رسمي، بينما الشاب الذي يرفع هاتفه في مظاهرة أو حادثة يسبق الجميع إلى الرأي العام..هو لا يحتاج إلى من يشرح له ما رأى بعينه الصحافي الذي يظن نفسه “حارس البوابة” فقد البوابة أصلا لأن المعلومة تتدفق اليوم من كل نافذة رقمية.
الجرأة أن نقولها بصوت واضح إن جيل Z أعلن نهاية شرعية الأحزاب والصحافة كما عرفناها.. من لم يفهم ذلك، فهو يصر على العيش في زمن انتهى..القوة اليوم ليست في المقرات ولا في الأعمدة الصحفية بل في يد شاب عادي يملك هاتفا وشجاعة على الكلام.