الألباب المغربية/ أشرف أولاد الفقيه
في لحظة مفصلية من تاريخ الحراك الشبابي بالمغرب، اختار إدريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، والمكتب السياسي الصمت المريب، متجاهلين التعبير عن أي موقف تجاه احتجاجات شباب “جيل Z”. هذا الصمت ليس مجرد غياب تصريحات، بل رسالة ضمنية تعكس حرص القيادة على تجنب الاصطدام مع أحزاب الأغلبية الحكومية، على حساب الانخراط الفعلي مع المطالب الشعبية.
تشير مؤشرات عدة إلى وجود تعليمات داخلية واضحة وجهت إلى التنظيمات الجهوية والإقليمية والمنظمات الموازية للحزب بعدم إصدار أي بيان أو موقف، ما يجعل الحزب متفرجًا سلبيًا على موجة احتجاجات شبابية تعكس مشكلات اجتماعية حقيقية، من البطالة إلى ضعف الخدمات العمومية.
يأتي هذا الصمت في وقت يستعد فيه الحزب لعقد مؤتمره الوطني، حيث من المفترض أن تناقش استراتيجياته المستقبلية وسياساته الكبرى التي تضع الشباب في صلب اهتماماتها. ومع غليان الساحة السياسية من طرف شباب سيكونون حاسمين في الاستحقاقات المقبلة، يطرح الصمت سؤالا جوهريا: كيف سيستعيد الحزب ثقة الشباب إذا لم يعبر اليوم عن موقف واضح تجاه مطالبهم؟
تجربة حراك 20 فبراير تقدم درسا واضحا: حينها أسسنا إطار “اتحاديو 20 فبراير”، وشارك فيه زعماء حزبيون، بينما اختلف آخرون معنا. ومع ذلك، نظمنا ملتقى وطني ناقشنا فيه قضايا مرتبطة بالحراك، وشاركنا في لجنة مراجعة الدستور. وكانت الشبيبة آنذاك محور التأطير، وانضم إليها عدد من الطاقات الشابة التي أصبحت اليوم ضمن نخب المغرب، بل يتقلد بعضهم مناصب مهمة.
اليوم، غياب موقف الحزب وصمت إدريس لشكر يشير بأن الاتحاد الاشتراكي قد يراهن على الانتخابات فقط، متجاهلا دوره الاجتماعي والسياسي التاريخي. الشباب، الذين سيكونون حاسمين في الاستحقاقات المقبلة، يتساءلون عن مصداقية الحزب واهتمامه بقضاياهم. فصمت القيادة ليس مجرد غياب كلمة، بل اختيار سياسي له انعكاسات مباشرة على مستقبل الحزب وعلاقته بالشباب المغربي.