الألباب المغربية/ أحمد زعيم
تثير مشاهد مهرجانات بني ملال- خنيفرة، بما في ذلك حادثة قبلة على ركبة رئيس جهة بني ملال- خنيفرة، جدلاً واسعًا بين المواطنين والمراقبين على مواقع التواصل الإجتماعي والمنابر الإعلامية بإحدى المهرجانات بوادي زم. هذا النوع من المظاهر الثقافية والإجتماعية يثير تساؤلات حول أولويات المسؤولين، خاصة في وقت تعاني فيه العديد من مناطق الجهة من نقص حاد في البنية التحتية الأساسية.
في حين تُنظم حفلات ضخمة ومهرجانات التبوريدة، تُواجه بعض المناطق افتقارا إلى أبسط مقومات الحياة مثل الطرقات والمرافق العمومية، مع غياب المشاريع التنموية الفعالة التي تلبي احتياجات السكان اليومية. إضافة إلى ذلك، لا تزال العديد من المناطق النائية تعاني من عزلة شديدة بسبب غياب الطرق الصالحة، في حين تُصرف الأموال على فعاليات لا تعكس احتياجات المواطنين الحقيقية.
هذا التناقض يعكس واقعا صعبا، حيث تعيش الساكنة في مناطق منكوبة تواجه صعوبات كبيرة في التنقل وغياب الدعم الأساسي، بينما تحظى المهرجانات الفاخرة باهتمام واسع.
في هذا السياق، يتساءل المواطنون عن سبب الإصرار على إقامة مثل هذه الفعاليات في وقت كان من الأجدر توجيه جزء كبير من الموارد لتطوير هذه المناطق وتحسين مستوى الحياة فيها.
إن هذا الوضع يستدعي، وفقا للعديد من الفاعلين المحليين، إعادة النظر في سياسة توزيع الموارد المحلية. ينبغي أن تُعطى الأولوية لتحسين البنية التحتية وتلبية احتياجات السكان الأساسية قبل التوسع في تنظيم مهرجانات قد لا تعكس واقعهم المعيشي.
لا شك أن تشجيع النشاط الثقافي والفني أمر مهم في التنمية، لكن يجب أن لا يتم ذلك على حساب الاستقرار الاجتماعي والتنمية الحقيقية للمجتمعات المحلية. يتطلب الأمر توازنا دقيقا بين الاحتفالات والضروريات الأساسية لضمان حياة كريمة للمواطنين.