الألباب المغربية/ أمين الحطاط
في إطار الاحتفال بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، احتضنت المديرية الجهوية لقطاع الشباب بجهة الدار البيضاء سطات، بشراكة مع المكتب الجهوي للجامعة الوطنية للتخييم، وتحت إشراف وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الشباب، اليوم الأحد 2 نونبر 2025 بالمركز التربوي الحسن الثاني، المناظرة الجهوية للتخييم بجهة الدار البيضاء سطات.
وقد شكلت هذه المناظرة محطة أساسية ضمن اللقاءات التحضيرية للمناظرة الوطنية للتخييم المرتقبة بالرباط أيام 12 و13 نونبر الجاري، حيث هدفت إلى تقييم موسم التخييم لسنة 2025، واستشراف آفاق تطوير البرنامج الوطني للتخييم في أفق 2030.

عرفت المناظرة مشاركة أزيد من 500 فاعل تربوي وجمعوي من مختلف أقاليم الجهة، تبادلوا التجارب وناقشوا سبل الارتقاء بقطاع التخييم ليواكب التحولات الاجتماعية والتربوية الراهنة، كما شكلت فضاءً للحوار والتفكير الجماعي بين مختلف المتدخلين في المجال.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد رشدي الرويطي، المدير الجهوي بالنيابة لقطاع الشباب بجهة الدار البيضاء سطات، أن هذا اللقاء يشكل فضاءً للحوار المسؤول والتقييم البناء من أجل تحسين جودة الخدمات التخييمية والأنشطة التربوية، مشيدًا بالمجهودات المبذولة لإنجاح هذا الحدث الجهوي المتميز.
من جانبه، نوه محمد كليوين، رئيس الجامعة الوطنية للتخييم، بالدينامية الإيجابية التي تعرفها جهة الدار البيضاء سطات، مبرزًا أن العمل التشاركي بين المديرية الجهوية والمكتب الجهوي للتخييم يعد نموذجًا يحتذى به على المستوى الوطني، لما يجسده من التزام ومسؤولية تجاه الطفولة والشباب.
وقد كان المكتب الجهوي للتخييم بجهة الدار البيضاء سطات، برئاسة عبد الهادي ديهاج، في قلب هذه الدينامية التنظيمية، حيث ساهم بشكل فعال في الإعداد والتنسيق لإنجاح أشغال المناظرة، من خلال تعبئة الفاعلين الجمعويين وتأطير الورشات الموضوعاتية التي ناقشت أبرز قضايا التخييم. وأكد عبد الهادي ديهاج في مداخلته أن التخييم ليس فقط نشاطًا موسميا، بل هو فضاء للتربية على القيم الوطنية والعيش المشترك، داعيًا إلى الاستثمار في الإنسان والأطر التربوية باعتبارها الركيزة الأساسية لإنجاح أي إصلاح في القطاع.
واختُتمت المناظرة بعدد من التوصيات العملية، من أبرزها مراجعة القوانين المنظمة للبرنامج الوطني للتخييم، ورقمنة عملية التدبير والتسجيل للمراحل التخييمية، وتعزيز التكوين المستمر للأطر التربوية والإدارية، وتحسين البنيات التحتية وتجهيز الفضاءات التخييمية، إلى جانب الدعوة إلى تعزيز الحكامة والشفافية في تدبير الموارد وإرساء آليات للتقييم والمتابعة لضمان استدامة جودة الخدمات المقدمة للأطفال والشباب.
وقد شكلت هذه المناظرة الجهوية بجهة الدار البيضاء سطات نموذجًا ناجحًا للتنسيق والتشاور بين مختلف الفاعلين، وخطوة استراتيجية نحو إصلاح شامل ومستدام لمنظومة التخييم الوطنية، وتجديد الرؤية التربوية في أفق سنة 2030.