الألباب المغربية/ إبراهيم فاضل
في خطوة نوعية تعكس دينامية المجتمع المدني المحلي، حلت سعيدة بوجبن، رئيسة جمعية تروانو للأطفال في وضعية صعبة، ضيفة على برنامج أسرتي الذي تبثه القناة التلفزية المغربية الأولى، في حلقة مميزة أدارتها الإعلامية زينب صابر، حيث قدمت من خلالها بوجبن نموذجاً إنسانياً مضيئاً في مجال رعاية الطفولة والعمل الاجتماعي.
وخلال هذا اللقاء التلفزي، قدمت رئيسة الجمعية عرضاً شاملاً حول رسالة تروانو وأهدافها الإنسانية، التي تتمحور حول رعاية الأطفال في وضعية هشاشة وتمكينهم من حقوقهم الأساسية في العيش الكريم والتعليم والتربية السليمة، كما سلطت الضوء على أبرز المبادرات الاجتماعية والتربوية التي أطلقتها الجمعية منذ تأسيسها سنة 2009، والتي ساهمت في تحسين أوضاع مئات الأطفال داخل جماعة الدشيرة الجهادية عمالة إنزكان أيت ملول ونواحيها.
وأكدت بوجبن في حديثها أن العمل الجمعوي في مجال الطفولة يواجه تحديات متعددة، أبرزها ضعف الدعم المالي والمؤسساتي، موجهةً دعوةً صريحة إلى مختلف الفاعلين المحليين والجهويين والمحسنين، لتوحيد الجهود من أجل تحقيق تنمية شاملة تضع كرامة الطفل في صلب أولوياتها.
كما اعتبرت رئيسة الجمعية أن الانفتاح الإعلامي على مثل هذه المنابر الوطنية يمثل اعترافاً بجهود الجمعيات الجادة، ويساهم في ترسيخ ثقافة الثقة والمصداقية داخل المجتمع المدني، مؤكدة أن العمل الجمعوي الحقيقي هو ذاك الذي يصنع الأمل في الميدان لا في الشعارات.
ويأتي هذا الظهور الإعلامي كإشادة وطنية مستحقة بتجربة جمعية تروانو، التي باتت نموذجاً يُحتذى به في مجال حماية الطفولة وإعادة إدماج الأطفال في وضعية الشارع داخل النسيج الأسري والمجتمعي، عبر برامج شمولية تجمع بين الإنصات، والمرافقة، والدعم النفسي والتربوي، والتتبع الميداني، وصولاً إلى الإدماج الأسري المستدام.
وفي ختام اللقاء، عبّرت سعيدة بوجبن بكلمات مؤثرة عن فلسفة الجمعية قائلة، نحن نؤمن أن الطفل ليس مجرد قضية اجتماعية، بل هو استثمار في مستقبل الوطن، وكل ابتسامة نرسمها على وجه طفل هي رسالة أمل، وكل خطوة نخطوها معهم هي بناء لغدٍ أفضل.
بهذا التصريح الصادق، جسدت بوجبن روح الالتزام والمسؤولية التي تميز العمل الجمعوي الحقيقي، مؤكدة أن خدمة الطفولة ليست موسمية ولا مناسباتية، بل رسالة حياة تتجدد بالعطاء والإصرار.
وتجدر الإشارة إلى أن جمعية تروانو للأطفال في وضعية صعبة، التي يوجد مقرها بالدشيرة الجهادية، عمالة إنزكان آيت ملول، تعمل بتعاون وثيق مع عدد من الشركاء، من بينهم عمالة إنزكان آيت ملول، الجماعة الترابية للدشيرة الجهادية، خلية التكفل بالنساء والأطفال ضحايا العنف بمحكمة الاستئناف بأكادير، التعاون الوطني، مديرية التعليم، التكوين المهني، والسلطة المحلية، إضافة إلى هيئات المجتمع المدني وعدد من المحسنين.
هذا وقد نجحت الجمعية، بفضل رؤية رئيستها وفريقها التربوي، في تحويل فضائها إلى حضن إنساني دافئ يوفر الرعاية والتأطير والدعم النفسي والاجتماعي للأطفال، في تجربة تؤكد أن العمل الجمعوي الهادف قادر على تغيير الواقع وبناء مستقبل أكثر إنصافاً وإنسانية.