الألباب المغربية / رشيد اخراز- جرادة
مرة أخرى، يفجع الرأي العام المحلي بخبر وفاة شاب في مقتبل العمر داخل إحدى آبار الفحم العشوائية، وهذه المرة كان الضحية هو “م. س”، شاب دفعه الفقر والحاجة إلى ولوج نفق مظلم بحثاً عن لقمة العيش، فكان الثمن حياته.
“م.س” لم يكن مجرّد ضحية، بل هو رمز لجيل بأكمله يُصارع ظروف التهميش والبطالة، ويُزَجّ به في مجاهل الخطر حيث لا تأمين، ولا رقابة، ولا بدائل اقتصادية تحفظ كرامته.
مات الشاب كما مات قبله كثيرون في صمت مدوٍ، داخل ما بات يُعرف بآبار الموت، التي تُنذر بكارثة إنسانية مستمرة في ظل الغياب الصارخ للبدائل والحلول المستدامة.
رغم تكرار هذه الفواجع، لا تزال الجهات المعنية تلتزم الصمت، وكأن أرواح هؤلاء الشباب لا تُشكّل أولوية في أجندات التنمية. فما جدوى كل الشعارات والبرامج إذا كانت لا تُترجم إلى إجراءات ملموسة تنقذ الأرواح وتعيد الكرامة للإنسان؟
إن وفاة “م. س” يجب أن تُشكل لحظة وعي جماعي، تستدعي من الدولة والمجتمع المدني وقفة جادة لمساءلة السياسات التنموية وواقع المناطق المهمشة، والعمل العاجل على توفير بدائل اقتصادية آمنة تحترم إنسانية المواطن، بدل تركه يواجه مصيره بين أنياب الفقر وأعماق الآبار.
العد التنازلي لأرواح الشباب لا يزال مستمراً، فهل من مجيب؟