الألباب المغربية/ محمد عبيد
أنهى الوفد الإفراني زيارته لمدينة بيثيفييه (Pithiviers) التي أُقيم بها المهرجان الفرنسي المغربي في الفترة من 18 إلى 23 شتنبر 2025.
وتشكل الوفد الإفراني برئاسة عبد السلام لحرار، رئيس الجماعة، وفاطمة بودنيب متصرفة رئيسية رئيسة القسم الاقتصادي بعمالة إفران، والمهندسة المدنية فاطمة الزهراء بنعدو، والمهندس المعماري كريم عمي إدريس، ونائبي الرئيس أوكان عبد الرحمن ومعمو نورالدين.
ولقد حظي الوفد الإفراني بلقاء أخوي مع وفدي كل من إقليم الداخلة برئاسة ماء العينين جيبا، ووفد جهة فاس مكناس برئاسة خديجة حجوبي، نائب رئيس المجلس.
وشهدت المناسبة التوقيع على اتفاق مبدئي لعقد توأمة بين مدينة إفران المغربية ومدينة بيتيفييه الفرنسية، وقعه رئيس جماعة إفران عبد السلام لحرار ورئيس بلدية بيتيفييه فيليب نولاند، في خطوة تهدف إلى توسيع مجالات التعاون والشراكة.
وتميزت الزيارة بمجموعة من الأنشطة التي جسدت العلاقة المتميزة بين المغرب وفرنسا… كون هذه المناسبة أحيت أيضًا ذكرى الروابط العريقة بين البلدين، مجسدة حوارا بدأ في القرن السابع عشر بين لويس الرابع عشر ومولاي إسماعيل، وبصفتهما صاحبي رؤيةٍ وبنّائين، وضعا أسس علاقةٍ قائمةٍ على الاحترام المتبادل والمساواة والتعاون، لا تزال قائمةً حتى يومنا هذا بين ضفتي المتوسط.
وأكدت هذه المناسبة بأن إفران والداخلة ليستا مجرد مدينتين بل إنهما تُجسدان ثراء المغرب وتنوعه، وعمق تاريخه ووحدته حول شعاره الوطني “الله، الوطن، الملك”.
هذه المناسبة التي اعتبرت فرصة تاريخية، أعادت التذكير للعلاقة التي كانت قد أسست قبل ما يقارب ثلاثين عامًا، في 7 مايو 1996، ذلك حين ألقى جلالة المغفور له الملك الراحل الحسن الثاني خطابًا تاريخيًا في الجمعية الوطنية الفرنسية بدعوة من فيليب سيغان، مُسجلًا بذلك علامة فارقة في تاريخ العلاقات الفرنسية المغربية.
وخلدت هذه المناسبة في مدينة بيثيفييه، ومعلنة استمرارًا لهذا التاريخ المشترك، إذ حظيت وفود من بلديتي إفران والداخلة بزيارة للمآثر التاريخية نُظمت بحضور رئيس البلدية فيليب نولاند، الذي أعطى الموافقة على استعمال جميع أماكن المدينة وأعطى التعليمات للأقسام المالية والتقنية والأمنية لإنجاح المهرجان.
وسجلت الزيارة نجاحا بفضل دعم النائب البرلماني أنتوني بروس، ومحسن الرايس مدير الديوان مدينة بيتيفييه الذي عمل بشراكة مع جمعية التبوريدة والمدينة بصفته أقرب شخص لرئيس البلدية، وذلك بالبحث عن المساندين الذين شاركوا في المهرجان ونظم أيضا زيارة جميع أعضاء مدينة إفران والداخلة ونائبة رئيس المجلس الجهوي فاس مكناس. كما أنه كانت هناك مساهمة مميزة لنجاح المهرجان من قبل هشام فاضل رئيس جمعية APCFM تبوريدة، نظرا لما يكسبه من خبرة في التبوريدة.
وانسجامًا مع هذا التاريخ المشترك، يواصل المغرب تجسيد الإرث الحي للأندلس، تلك الحضارة التي كانت نموذجًا للتسامح والحوار والتأثير الثقافي، والتي لا تزال روحها تتجلى حتى اليوم في التبادلات بين البلدين المغرب وفرنسا.