الألباب المغربية – مصطفى طه
أكد المشاركون في النسخة الأولى من الملتقى الوطني لجمعيات حرفيي الزليج والرخام والفسيفساء بالمغرب، الذي نظمته جمعية حرفيي الزليج والرخام والفسيفساء بتنغير، بفضاء قصر “تماسينت” بالمدينة المذكورة، تحت شعار “حرفة تجمعنا.. فن يميزنا.. ملتقى يجددنا”، وذلك خلال الفترة الممتدة بين 03 و05 ماي الجاري.
وشددت التوصيات الصادرة عن الملتقى، المنظم بشراكة مع شركة “SIKA MAROC، وشركة “SUPER CERAM”، وبدعم من عمالة إقليم تنغير، والجماعات الترابية لكل من تنغير، وبومالن دادس، وأنيف، وبتنسيق ومشاركة الجمعيات الحرفية من مختلف المدن المغربية، وذلك في إطار “التثمين والاحتفاء بالتراث المعماري والحرف التقليدية المغربي”، على ضرورة إعطاء الأولوية للحرفيين، والحرف التقليدية، وتكثيف الدورات التكوينية لانتقال من الحرفية إلى المهنية و تقنين القطاع.
كما ألح المشاركون على ضرورة إخراج دليل الحرفي، الذي ينتظر منه أن يحمل في طياته حل كل المشاكل التي تواجه القطاع.
وأوصى المتدخلون أيضا، بإدماج حرف الزليج والرخام والفسيفساء، ضمن منظومة التكوين المهني، ودعم تشغيل خريجي معاهد التكوين، والعمل على الرفع من مستواهم المهني.
وشددت التوصيات أيضا، على العمل للحفاظ على الموروث الثقافي والحرفي في فن المعمار، وتحصينه و تطويره بتنسيق مع السلطات المعنية.
من جهة أخرى، طالب حرفيو الزليج والرخام والفسيفساء بتنغير، المسؤولين بمواكبة وتكثيف مثل هذه المبادرات في الجنوب الشرقي، وذلك من خلال توفير الدعم المادي والمعنوي للحرفيين، وتنظيم المزيد من المعارض والملتقيات لتسويق منتجاتهم، وتوفير فرص التدريب والتأهيل للشباب، من أجل ضمان استمرارية هذه الحرفة العريقة.
وتوخت هذه الفعاليات،الرفع من المؤهلات الثقافية والإبداعية والمهنية للعارضين، وتمكينهم من آليات تدبير وتسيير الوحدات الحرفية والتسويق والتواصل، إضافة لاعتماد معايير السلامة الصحية والمهنية وتحقيق الجودة والتميز بمجال الزليج والرخام والفسيفساء.
وفي ذات السياق، عرف هذا الملتقى الوطني، انتخاب محمد مقداد، رسميا رئيسا للاتحاد الوطني لجمعيات حرفيي الزليج والرخام والفسيفساء، وذلك بإجماع الجمعيات المشاركة على المستوى الوطني.
وفي حفل امتزج فيه الوفاء بعبارات الشكر والثناء، عنوانه الاعتراف بالجميل، تم تكريم أمين وقيدوم الحرفيين، نظير ما قدمه من عطاء ومجهودات لمدة 40 سنة لقطاع الزليج والرخام والفسيفساء بإقليم تنغير، وقد تم تقديم هدية رمزية للمحتفى به كعربون محبة ووفاء.
وقد تميز اللقاء بحضور، النائبة البرلمانية عن حزب التقدم والاشتراكية، نزهة مقداد، ورئيس غرفة الصناعة التقليدية لجهة درعة تافيلالت، عبد الجبار لعوان، وبعض أعضاء الغرفة، وقائد المقاطعة الأولى، ورئيس الجماعة الترابية لتنغير، وأعضاء المجلس، فضلا عن العديد من الفاعلين المهتمين بقطاع الزليج والرخام والفسيفساء.
حري بالذكر، أن تنظيم مثل هكذا ملتقيات، يحد من محاولات الاستيلاء على عدد من رموز التراث اللا مادي المغربي، كما فعلت الجارة الشرقية الجزائر التي تواصل السطو على الزليج المغربي، ومناورات منها الالتفاف على الهوية المغربية، وتسعى جاهدة إلى المس بالهوية الثقافية، وأحد أهم رموزها، من خلال محاولة الضرب في تاريخنا الثقافي والحضاري الذي يستمد وجوده من أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمن، لذا يجب على الوزارة الوصية تحصين التراث الوطني من السطو والطمس.