الألباب المغربية/ رشيد اخراز- جرادة
في السنوات الأخيرة، أخذت ظاهرة تعاطي المخدرات بين القاصرين في الانتشار بشكل مقلق، محولة أزقة الأحياء الشعبية وحتى بعض المدارس إلى بؤر لاستهداف الأطفال والمراهقين. لم يعد الأمر مقتصراً على فئة الشباب البالغين، بل امتدت أيادي المروجين لتصل إلى أعمار لا تتجاوز الثالثة عشرة، مستغلين هشاشة هذه الفئة وفضولها الطبيعي.
تؤكد تقارير أمنية وصحية أن المخدرات لم تعد حبيسة الأشكال التقليدية، بل اتخذت أنماطاً جديدة يسهل إخفاؤها وتداولها، ما يزيد من صعوبة اكتشافها مبكراً. هذا التنامي الخطير يهدد مستقبل أجيال كاملة، ويفتح الباب أمام مشاكل اجتماعية وصحية وأمنية لا حصر لها، من الانقطاع الدراسي إلى الانحراف والجريمة.
ويرى خبراء علم الاجتماع أن ضعف الرقابة الأسرية، وضغط الأقران، وغياب الأنشطة البديلة، تشكل عوامل رئيسية في تغذية هذه الظاهرة. فيما يطالب أطباء ومختصون بضرورة إدماج التربية الوقائية في المناهج الدراسية، وتكثيف حملات التوعية التي تستهدف الأسر قبل الأبناء.
إن مواجهة هذه الآفة لا يمكن أن تتحقق إلا بتكامل الجهود بين الأسرة، والمدرسة، والمجتمع المدني، والأجهزة الأمنية. فالمخدرات لا تسرق العقول فقط، بل تسرق الحاضر والمستقبل معاً.