الألباب المغربية/ بلال الفاضلي
مستوصف قروي وحيد لجماعة قروية تحتضن ساكنة مهمة تناهز العشرة آلاف نسمة، إنها جماعة تمكروت يا سادة، تضم أزيد من 11 دوارا.
قد أخجل من نفسي وتحمر وجنتاي إذا قلت لكم أن جماعة تمكروت، لا تتوفر على طبيب، نعم أقولها بعظمة لساني، بها أربعة ممرضين فقط، هذا المركز الصحي متخصص في تحرير الوصفات، وهو عبارة عن محطة استراحة لاستئناف رحلة البحث عن العلاج في مستشفى آخر، يتنقل المريض إلى المستشفى الإقليمي زاكورة، ومن هنا تبدأ المعاناة، هذا الأخير يعتبر المحطة الثانية لمواصلة الرحلة عبر طريق محفوفة بالمخاطر عبر سيارة إسعاف لا تتوفر على أدنى تجهيزات الإسعاف المعتمدة، لا مكيف ولا ممرض، مما يجعل المريض بين الحياة والموت، فإن كان المرض خطيرا فلن يتجاوز منعرجات آيت ساون، فيفارق الحياة، وإن كتب له أن يصل إلى ورزازات، فسيصدم، بأن لأمر يستدعي مواصلة الرحلة إلى مراكش.
كل هذه المعاناة إذا كان المريض يتوفر على بعض الدريهمات، ففي مراكش تنتهي الرحلة.
أما بالوفاة أو الرجوع إلى نقطة الانطلاق دون علاج، هذه هي الحقيقة المرة والمعاناة التي تعرفها الساكنة في المجال الصحي، وهذه الإكراهات تنطلي على كل مناطق الجنوب الشرقي، صحيح أن الوزارة تعين الأطباء بهذه المناطق لكنهم لا يلتحقون ولا من يحاسبهم، قد يحضرون عند زيارة مسؤول كبير، تنتهي الزيارة ويعودون أدراجهم. إنه المغرب العميق، الساكنة عبارة عن أرقام انتخابية تنتهي صلاحيتها بانتهاء الولاية..