الألباب المغربية/ ب. الفاضلي
المعهد الحبسي للتعليم العتيق مؤسسة تربوية تعليمية بتمكروت الذي تأسس في عبق التاريخ سنة 1045ه وساهم إلى حد كبير في نشر العلوم الشرعية بالكثير من دول إفريقيا جنوب الصحراء، كما نهل من معين علومه الكثير من فطاحل العلماء بالمغرب، هذا المعهد انفتح مؤخرا على العلوم الحديثة فأصبحت تدرس به اللغات والعلوم العصرية.
لكنه في السنوات الأخيرة تعرض لضربات موجعة، عصفت بالكثير من مكنوناته، فأصبح يتعرض لمشاكل عديدة أظهرت في طياتها دسائس لها أبعاد إقصائية، إن من ينظرون إلى إقبار هذه المعلمة التاريخية كان هدفهم نقلها إلى مكان آخر فبنوا معهدا بمركز زاكورة يحمل نفس الاسم، وبذلك قطعوا الطريق على الطلبة الذين يحجون إلى معهد تمكروت من سوس وشمال المملكة، لكن خطتهم باءت بالفشل، فلا أحد انخرط في هذا المعهد البديل، فأضحى بناية فتحت أبوابها لكل المقصيين من المؤسسات التعليمية الابتدائية بزاكورة، لم يكتف المنظرون بهذا الإجراء بل لجؤوا إلى هدم داخلية تأوي الطلبة بتمكروت بدعوى أنها غير صالحة للإيواء، بالإضافة إلى عراقيل تمس حتى المجال التعليمي وهي إجراءات تعجيزية، تخص مكتسبات التلاميذ التعليمية، كحفظ القرآن الكريم في وقت محدد، لكل من يريد الحصول على الشهادة التعليمية.
إن المهتمين بالمجال التعليمي بهذا الصرح التاريخي يرون أن مساعي هؤلاء المنظرون كانت لها أبعاد إقصائية صرفة، تسعى من خلالها إلى إقبار هذه المعلمة التاريخية وسينكشف في القادم من الأيام نوايا هؤلاء.