الألباب المغربية/ محمد اليحياوي
شعب ناضج ومحنك يعتني بنفسه بكرامة دون انتظار أي شيء من أحد. مغرب قوي ومتحرر من أي وصاية أو تلاعب يخدم أجندات غير الأجندات الإنسانية. المغرب الذي له مكانته من أهم وأبرز ملكيات العالم، ملكية بين الملوك الكبار، من أقدم السلالات العلوية المتشبعة بالنبل والرقي التي لم تكن بحاجة إلى الاستجداء وطلب الاستغاثة لتقديم دعمها الطبيعي والمشروع لضحايا ومنكوبي الزلزال. إن المغرب الذي يرسل في صمته المطبق موجة صدمة إلى أولئك الغارقين في ماضٍ مشين مثل ماضي العهد الاستعماري. وهكذا، أثناء وقوع زلزال بلغت قوته 7 درجات على مقياس ريشتر، والذي تحركت صفائحه التكتونية لإعادة رسم خريطة التقارب، تكمن تحت الأنقاض يقينيات الماضي المدفون بشكل نهائي. بدون كلمة أو إعلان أو تفسير، المغرب يعود للوقوف على قدميه، بدعم من ملكه وشعبه. المغرب الذي يشمر عن سواعده لأن الأعمال الخيرية المنظمة تبدأ من الداخل، أليس كذلك؟ لأن الوقت ليس للجدل ولا للغوغائية ولا للحملات السياسية الحزبية. الوقت جدي، حان وقت العمل الإنقاذي والتضامن الوطني والتأمل، فيما الفرق تفتح الطرقات، والبعض الآخر ينفد صبره على شاشات التلفزيون مطالبين بأماكنهم في الصف الأول من مشاهد الخراب. إنهم يتدافعون لوضع خبرتهم الإنسانية، وهي فرصة رائعة لغرس علمهم وأعمالهم الخيرية بمعدل فائدة متغير على مدى 150 عامًا. إن المغرب، الذي تأثر ولكنه لا يزال يتمتع بالكرامة والرصانة، يتخذ خياراته دون إثارة استياء أولئك الذين لم يعد لهم صوت في الوطن. سوف يفهم من يستطيع.
تعبئة وطنية غير مسبوقة (من المغاربة إلى المغاربة)
اترك تعليقا