الألباب المغربية / محمد عبيد
تكشف الأحداث وما يرافقها من أصداء بخصوص النظافة وشحن النفايات بإقليم إفران عن واقع خدمات شركة “أرما للنظافة” المتحوزة عقد التدبير المفوض لقطاع النظافة والنفايات المنزلية والمشابهة بعد شرائها الأسهم من الشركة الأصل في العقد شركة ديريشبورغ الفرنسية والتي كان مفترضا انتهاء العقدة التي تربط مجموعة الجماعات الترابية البيئة بمكتب للدراسات مكلف بمراقبة وتتبع شركة النظافة وذلك يوم 7 شتنبر 2021، إلا أن شركة “ارما” انطلقت في خدماتها في بداية سنة 2022 كامتداد لنفس العقد إلى غاية انتهائه في 2023/06/30؟!!
تدبير هذا القطاع باقليم إفران (لما لا يقل عن 100 ألف نسمة) عموما وبمدينة آزرو (احد أكبر مراكز الإقليم)، كشف عن فشل خدمات شركة “أرما”، وعادت بالإقليم إلى براثن الأزبال.. مع العلم أن مدينة إفران تعتبر ضمن المنطقة الثانية التي يصل إنتاج النفايات بها إلى حوالي 8600 طن سنويا وهو قابل للارتفاع، خلال العطل الموسمية، نظرا للرواج السياحي الذي تعرفه المنطقة.
وأصبح يظهر بشكل واضح عجز الشركة المفوض لها بالنظافة في السيطرة على النقط السوداء في عدد من الأحياء التي مازالت تعاني تحت وطأة تراكم الأزبال، حيث من مهامها في دفتر التحملات جمع كمية 30 ألف طنا سنويا من الزبال.
وتتحدث ساكنة مدينة ازرو، عن الطريقة المزعجة التي تنهجها شركة “أرما،” للنظافة بهذه المدينة.
وعبر متتبعون للشأن المحلي بتراب إقليم إفران عموما عن تخوفهم من عدم التزام الشركة المعنية بالبنود المسطرة في دفتر التحملات، معتبرين أن واقع قطاع النظافة بإقليم إفران عامة وبمدينة ازرو خاصة يعكس حالة التخبط التي تعيش على وقعها الشركة ومعها القائمون عن الشأن البيئي إقليميا.
ويتساءل المواطنون عن السر في تمكين الشركة من الاستمرار في مهامها وقد انتهى عقد ارتباطها بتاريخ 30يونيو 2023، حين تم في ظروف غير مفهومة تمديد خدماتها لسنة أخرى وفرضها على الجماعات الترابية بالإقليم، وذلك بالرغم من الإمكانيات المالية الهائلة المرصودة لها (الصفقة التي كانت في سنة 2016 قد إستفادت منها شركة ديريشبورغ التي كان يديرها آنذاك يوسف أحيزون بالمغرب إطار التدبير المفوض بموجب عقد موقع بينها وبين مجموعة الجماعات البيئة بإقليم إفران يمتد على 7سنوات وبصفقة قدرها 18,7مليون سنويا… تحولت إلى شركة “ارما” و”ايكوميد”حيث تبلغ الصفقة مع الشركة 2 المليار و800 مليون في السنة تقريبا 3 ملايير، و”إيكوميد” 1مليار و700 مليون في السنة.. حيث تبلغ مساهمة جماعة أزرو لتغطية التكلفة والتي تعتبر حصة الأسد بنسبة 53% من بين الجماعات العشرة بإقليم إفران، اي ما لا يقل عن1 مليار و600 مليون سنتيما في السنة)، إلى جانب غياب ملحوظ لدور مجموعة الجماعات البيئة بالاقليم، مما أثار نقاشات عن سبب تغاض مجموعة الجماعات البيئة عن إخفاقات الشركة سيما أمام ارتفاع مستحقات شركة التدبير المفوض والتي تزداد سنة بعد أخرى إضافة إلى عدم تنفيذ بنود كناش التحملات وفرض ذعائر في حال الإخلال بأحد بنود العقد من حيث الالتزامات؟!؟…
فالخدمات التي تقوم بها الشركة المفوض لها بتدبير، وجمع، ومعالجة هذه النفايات – بحسب شرائح كبيرة من المجتمع الإفراني- لا ترقى لحجم الميزانية المرصودة، ولا انتظارات الساكنة التي تعاني بشكل ملحوظ من ظاهرة اتساخ الطرقات بالمواد السامة/ عصير الأزبال(ليكسيفيا).. فالنفايات والقمامات تشوه فضلا عن بعض المجاري والوديان بالمدينة مواد طيط احسن الذي صار مرتعا النفايات دون تجميعها يقزز المنظر ويزكم الأنوف لساكنة محيطه، ثم شوارع المدينة وأرصفة المشاة التي توجد في حالة معيبة تزعج المارة غالبية نقطهاالمتسخة وتشوه جماليات الفضاء العام.
إذ أن القمامة والنفايات المنزلية تغزو المدينة بل إن سكان ازرو اعتادوا خلال السنتين الاخيرتين على رؤية القمامة مكدسة في أجزاء مختلفة من المدينة، ناهيك عن الروائح الكريهة التي تنبعث من أماكن معينة في وسط المدينة مما يؤدي الى انزعاج المارة بشكل كبير من روائح مزكمة الأنوف فضلاً عن الروائح الكريهة الصادرة عن شاحنات جمع النفايات المنزلية في الأحياء بعد مرورها.
وتبقى النفايات من أخطر المشاكل التي تواجه مدينة آزرو.
وجاء في دردشة مع أحد المهتمين بالشأن المحلي بآزرو قوله بأن المدينة غارقة في الأوساخ، لم يسبق لها أن عاشت الوضع الذي تعيشه اليوم… الروائح الكريهة تنبعث من الحاويات والشاحنات وحتى الشوارع التي تمر منها الشاحنات التي تنفت من وراءها عصير الازبال!”..
فيما أوضح أحد الفعاليات المجتمعية: “كان من المفترض أن تجعل هذه الشركة المدينة نظيفة للغاية، لكنها لا تقوم بعملها بشكل صحيح.. وهنا سؤال يطرح لا جواب له إلا عند من يسيرون الإقليم ككل؟” سيما إذا تحدثنا عن الوقت الراهن حين تسببت موجة الحرارة في انتشار الروائح النتنة، وهو ما يدفع إلى مساءلة كافة المسؤولين المعنيين بالقطاع وكذلك المنتخبين، من أجل تفعيل إجراءات مستعجلة لتقليص حجم الأضرار البيئية التي تتسبب فيه نفايات وأحواض الليكسيفيا. فلقد أصبحت عشوائية انتشار النفايات تشوه محيط التجمعات السكنية ككل وتهدد البيئة وحتى الصحة العمومية، في ظل الانتشار الواسع للنفايات المنزلية التي غزت الساحات القريبة من بعض المرافق الإدارية (مدار حي السلام امام مقاطعة أحداف بآزرو نموذجا)..
ويعلق أحد المحللين بالقول: “هذه الظاهرة المستفحلة، تزداد خطورتها مع هبوب الرياح، حيث تتطاير الأكياس البلاستيكية وبقايا النفايات لتعم الأحياء، ما بات يتطلب تنظيم حملة تطوعية واسعة من خلال تحديد مواقع رمي هذه النفايات، ويتطلب الاجتهاد بمراجعة هذه الوضعيات بهدف استعادة المساحات الشاغرة المجاورة للأحياء جمالها وتبعد عن السكان خطر النفايات..”.
قد لا ينكر المتتبع (ولو بنسبة) بالرغم من الدور الذي قد تكون تسعى الشركة القيام به بشكل يومي في سبيل الحد من تفاقم الظاهرة، لكن شساعة تراب المجالات الترابية كأزرو مثلا نظير تكاثر الأحياء والتجمعات السكنية، وأمام ضعف غير معلوم للإمكانيات لدى الشركة، قد يكون أحد الأسباب لعدم قيامها بمهامها على الوجه الأكمل.. هنا ايضا، لابد من الإشارة إلى أن تعمد بعض المواطنين رمي نفاياتهم المنزلية بطرق غير منظمة واحيانا بطريقة عشوائية، يعد كذلك من الأسباب التي ساهمت في استفحال خطر القمامات بأحياء المدينة، مما يعكس أمام هذه المعضلة غياب ثقافة بيئية لدى المواطنين إلى جانب غياب قوانين صارمة وعقوبات جزائية رادعة ضد الملوثين والمخالفين(كالشماكرية الذين يعبثون في المقامات بإخراج النفايات إلى قارعة الطريق عقب نبشهم عما يرغبون فيه من حاجيات قابلة الإعادة في بيعها؟!!، فالفضلات يتم رميها على الأرض متسببة في تلوث بصري وبيئي.. وهو ما يتطلب من المسؤولين عن الشؤون المحلية بصفة عامة وعن مجموعة الجماعات البيئة بشكل خاص معية الشركة القيام بحملات تحسيسية لمطالبة هؤلاء بالتزام عملية التنقيب بشكل منضبط، وكذلك للعمل على مناشدة سكان الأحياء للحد من الرمي العشوائي، فضلا عن لفت انتباه البعض من العمال المستخدمين والذين يفتقرون إلى التأهيل والخبرة..
وقبل قفل هذا الموضوع، وعلى الهامش وفي صلبه، تدور في المجالس حكاية أن وراء “فشوش” الشركة بالإقليم هو ناتج عن دعم خفي لكل من عامل الإقليم بتزكية من وزير الداخلية بتفويت هذا المجال للتدبير المفوض للنظافة إلى شركة احيزون نظرا لعلاقة قبائلية مترسخة لهم بالثلاثة في شمال شرق المغرب!؟؟،.. وليعلق أحد الظرفاء بالقول:” راه دايرين الوزيعة وبمفهوم ديالنا فدالينا””..