الألباب المغربية
كشف معهد العالم العربي بباريس، مساء أمس الأربعاء 09 أكتوبر الجاري، عن أسماء الفائزين في النسخة الأولى من “جائزة العالم العربي للأزياء والموضة”، التي توجت مصممتين مغربيتين شابتين.
ويتعلق الأمر بلينا كوهيلي (26 سنة) وصوفيا قاسيمي (34 سنة)، المتوجتين على التوالي في فئتي “الإكسسوارات” و”ريادة الأعمال الإبداعية”، بحسب ما أعلنه أعضاء لجنة التحكيم برئاسة باسكال موران، أحد الوجوه البارزة في فيدرالية الأزياء الراقية والموضة بفرنسا، خلال حفل أقيم بمقر المعهد.
وشاركت المصممتان، إلى جانب عشرة مغاربة آخرين، ضمن لائحة تضم 32 متأهلا إلى نهائيات المسابقة، التي يقدمها المنظمون كحدث غير مسبوق في فرنسا يسلط الضوء على “إبداع ومهارة المصممين المنحدرين من العالم العربي وجالياته”.
وأعربت لينا كوهيلي وصوفيا قاسيمي، المقيمتان على التوالي في باريس ولندن، في تصريحات لهما بالمناسبة، عن اعتزازهما بهذا التتويج، معتبرتين أنه تقدير لموهبتهما وإبداعهما، المستلهم أساسا من بلدهما الأم، المغرب، الذي تربطهما به علاقة وثيقة.
وبعد زهاء خمسة عشر عاما من العمل كخبيرة استراتيجية للعلامات الفاخرة، تؤكد صوفيا قاسيمي أنها اختارت تغيير مسارها المهني والانخراط في ريادة الأعمال عبر مشروع تطوره بين الرباط وفاس. وقد وضعت، خريجة التجارة، “ثلاث قواعد ذهبية” لنشاطها الذي تسعى لأن يكون “جماعيا”: “كل شيء مصدره المغرب، يصنع بواسطة حرفيين محليين ومستقلين، وباعتماد بقايا مخزونات المواد المتوفرة”.
من جهتها، اختارت لينا كوهيلي أن تطلق العنان لموهبتها كمصممة قطع فنية، إذ أسست عقب نهاية دراستها علامتها الخاصة في إكسسوارات الموضة، مستلهمة من الثقافة الأمازيغية، مما يتيح لها، كما تقول، “إعادة الوصل مع ثقافتها المزدوجة”.
وتلقت اللجنة المنظمة ما مجموعه 125 ترشيحا من أكثر من عشرة بلدان في إطار النسخة الأولى من جائزة الموضة في العالم العربي بفرنسا، وهي جائزة موجهة إلى “جميع المصممين المنتمين إلى بلدان جامعة الدول العربية أو إلى جالياتها بالخارج”، وفقا لمعهد العالم العربي، الذي أشاد بالإقبال الكبير الذي يعكس “التنوع والإبداع والحيوية” التي تطبع ساحة الموضة العربية المعاصرة. وهو ما دفعه إلى توسيع عدد الفئات من اثنتين إلى خمس بدل ما كان مقررا في البداية.
وأضافت فئتا “الإكسسوارات” و”ريادة الأعمال الإبداعية”، إلى جانب “جائزة لجنة التحكيم”، إلى الجائزتين المعلنتين عند إطلاق المسابقة، وهما “الموهبة الصاعدة”، المخصصة لمصمم واعد يتميز عمله بالأصالة وإمكانيات التطوير، و”الموهبة المبتكرة” التي تكافئ مقاربة جريئة تعتمد على ابتكارات تقنية أو مواد جديدة أو عمليات إنتاج مسؤولة.
وتهدف “جائزة العالم العربي للأزياء والموضة” إلى “إبراز صناعة غنية بالمهارات التقليدية، حاملة لهوية فريدة وحداثة نابضة بالحيوية، من خلال تعزيز التقاطع بين المصممين العرب ومشهد الموضة الفرنسي”، وفقا للمنظمين، كما تسعى إلى “إغناء منظومة قائمة وحيوية تشهد بروز العديد من المبادرات عبر المنطقة، من بيروت إلى دبي، مرورا بمراكش والرياض”.