الألباب المغربية/ عسوي نادية
مرة أخرى، وجدت مواقع التواصل نفسها في زوبعة من التعليقات بعد توقيف الممثلة والمؤثرة…. رفقة رجل متزوج. لكن اللافت للنظر أنّ معظم السهام وُجّهت نحو الشابة غير المتزوجة، فيما تم التغاضي بشكل شبه تام عن الرجل الذي خان زوجته وأسرته.
لماذا نُحمِّل المرأة دائمًا الوزر الأكبر؟ لماذا تتحوّل إلى “المذنبة الأولى” حتى لو لم تكن مرتبطة بعقد أو عهد؟
المجتمع، للأسف، لا يزال ينظر إلى المرأة باعتبارها معيار الشرف والسمعة، بينما يمنح للرجل مبررات وتفسيرات تحت مسمى “نزوة” أو “ضعف بشري”.
الزواج عقد ومسؤولية، والزوج هو من خان العهد مع شريكته، لا تلك التي ليست على عصمته. هنا يكمن التناقض الكبير: نتجاهل الخيانة الأصلية وننشغل بمحاكمة الطرف الأسهل والأكثر إثارة إعلاميًا.
ثم يأتي دور الإعلام والتشهير: ذكر اسم الفتاة، تصويرها كأنها “المجرمة” الأولى، بينما الرجل غالبًا يُترك في الظل. إنها آلية لاغتيال السمعة، تُضخّم صورة الحدث وتُحوّله إلى مادة للفضول أكثر من كونه قضية اجتماعية تستحق نقاشًا رصينًا.
الحقيقة أن الخطأ مشترك، والمسؤولية متقاسمة. فلا يحق لنا أن نكيل بمكيالين، ولا أن نمارس ازدواجية أخلاقية تجعل من المرأة شماعة لكل الانحرافات.