الألباب المغربية
يحتل المغرب مكانة تؤهله ليصبح رائدًا في إنتاج الهيدروجين الأخضر في منطقة شمال أفريقيا، وفق دراسة نشرها مركز أبحاث “المجلس الأطلسي”.
وأوضحت الدراسة أن المغرب لديه قدرة على تحقيق مركز متقدم مع 4 دول أخرى واعدة في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر على مستوى العالم، حسبما ذكرت مجلة “بي في ماغازين”.
وصلة بالموضوع، أعلن بنك التنمية الألماني KfW تمويل بناء مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر بمبلغ 300 مليون يورو في المغرب، لتصبح الرباط المنتج الرئيسي للهيدروجين الأخضر في إفريقيا بحلول عام 2025، وأهم مورد للاتحاد الأوروبي الذي يسعى بدوره إلى تعويض وارداته من روسيا.
كما يقوم المغرب حاليًا ببناء محطات جديدة لتحلية مياه البحر بدعم من الجمعية الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) و KfW، التي تستثمر حاليًا حوالي 700 مليون يورو في هذا القطاع.
ووفق مصادر جد مطلعة، أن شركة “سيمنز” الألمانية التي تعد أحد عمالقة الصناعات والتقنيات العالية في مجالات الطاقة، تعد محفظة متكاملة من حلول الطاقة تعمل على تهيئة المسار المستقبلي للقطاع بأكمله، وتتحرك الشركة الألمانية وتوسع نشاطها في عدد من الدول التي تملك فيها استثمارات في مجال الطاقة النظيفة على غرار السعودية ومصر، وهي تخطط لتعزيز حضورها في المغرب.
وفي سياق متصل، فشركة “سيمنز” تنشط حالياً في المغرب من خلال محطة طرفاية التي تقع جنوبي المملكة، والتي يضع عليها المغرب أملا كبيرا لإنجاح خطته في الطاقة من الرياح، وهو الأمر الذي بدأ يتحقق، حيث بدأت عملية اشتغال هذه المحطة بعد أن تم ربطها بالشبكة الوطنية للكهرباء، لتساهم بأكثر من 301 ميغاواط في إنتاج المغرب للكهرباء.
وحسب ما نشرته الصحيفة الإسبانية “لاراسون” عن خبير الطاقة رحال لاغناوي، الذي كان ضيفا على التلفزيون العام الألماني، يُوفر المغرب بالفعل 20 في المائة من طاقته حاليا، من مصادر متجددة مثل الطاقة الشمسية والريحية وكذا المائية.
وفي هذا الصدد، يطمح المغرب إلى رفع حصته في هذا المجال على مستوى استهلاك الكهرباء، لتصل إلى 52 في المائة بحلول عام 2030، وإلى 86 في المئة في أفق السنوات الموالية، من خلال مراهنته على طاقته الشمسية.
وأوضح المصدر عينه، أن إعلان النوايا المشترك بشأن تطوير الهيدروجين الأخضر، المسمى Power-to-X ، والموقع في عام 2020 بين كل من المغرب وألمانيا، هو مشروع استراتيجي يصبو إلى تعزيز الطاقة المتجددة، موردا أنه وفي هذا الإطار، من شأن الشراكة بين ألمانيا والمغرب، أن تسمح بالاستمرار في التحول الطاقي وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وواردات الطاقة، بحسب المصدر ذاته، والذي شدّد على أن الرباط شريك جذاب لألمانيا وأوروبا بسبب قربها الجغرافي، والربط الحالي للكهرباء والغاز، بالإضافة إلى مشروع خط أنابيب الغاز بين المغرب ونيجيريا.
وتهدف ألمانيا إلى استيراد كميات مهمة من الهيدروجين الأخضر من المغرب، بعدما قلصت من اعتمادها على الغاز الروسي من 55 بالمائة إلى 35 بالمئة، منذ بداية الحرب في أوكرانيا، مقررة بذلك التوجه صوب المغرب في إطار خطة برلين لتأمين احتياجاتها واحتياجات جيرانها الأوروبيين من الطاقة.
وسطرت السلطات الألمانية هدفاً طموحاً، من خلال تعزيز قدرات إنتاج المغرب، والتفاوض لتصدير الفائض عبر خط يربط شمال المملكة بجنوب إسبانيا، عبر مضيق طارق، حيث تتجه بروكسل لإنشاء محطات استقبال جنوب إسبانيا، وتنقل الكهرباء نحو عواصم الاتحاد الأوروبي.
تجدر الإشارة، أن المفوض الأوروبي لشؤون التوسع وسياسة الجوار أوليفر فارهيلي، قد أعلن أن الاتحاد الأوروبي سيوقع مع المغرب خمسة برامج تعاون بقيمة 500 مليون يورو تتعلق بالأولويات الرئيسية للمغرب والاتحاد الأوروبي بما في ذلك الحماية الاجتماعية، والزراعة، والشمول المالي، وإصلاح الإدارة العامة، والهجرة، حيث يقوم أوليفر بزيارة رسمية إلى المغرب على مدى يومين لإطلاق برامج دعم جديدة ومناقشة آفاق التعاون.