الألباب المغربية
(*) مصطفى طه
مرت ثلاث سنوات على انتخاب حنتي المنتمي لحزب التجمع الوطني للأحرار على رأس المجلس الجماعي لورزازات، هاته السنوات حملت في طياتها العديد من إشكالات عميقة شكلت أزمة تدبير وتسيير، أكثر منها أزمة موارد وإمكانيات مادية.
وعلاقة بالموضوع، سجل العديد من أعضاء المجلس الجماعي لورزازات، استياءهم من انعدام تواصل رئيس الجماعة مع الساكنة، وحملوه المسؤولية في الوضع التي تعيشه المدينة، وعبروا في العديد من المرات عن رفضهم العمل في غياب رؤية مستقبلية واضحة المعالم، تتحقق معها مصلحة المدينة والساكنة.
وفي ذات السياق، اعتبر بعض أعضاء المجلس في تصريح لجريدة “الألباب المغربية”، أن هناك غياب منهجية حكيمة ومسؤولة في تدبير شأن الجماعة، وانعدام أي مظهر من مظاهر التنمية على أرض الواقع منذ تسلم الرئيس مهام تدبير شؤون الجماعة، فضلا عن انتهاج منطق الإقصاء في اتخاذ قرارات بشكل انفرادي ومزاجي ومفرط في الارتجالية من طرفه، هذا من جهة.
من جهة أخرى، عاش ويعيش المجلس الجماعي لورزازات منذ شهوره الأولى، حالة من الصراعات والأزمات ظاهرة كانت أو خفية، مردها إلى غياب الانسجام بين مكوناته والرئيس، الأخير الذي يفتقد لرؤية واضحة المعالم بعد ثلاث سنوات على انتخابه.
وصلة بالموضوع، فبعد مضي ثلاث سنوات على انتخاب المعني بالأمر على رأس جماعة ورزازات، التي تُسير بتحالف سياسي هجين، برئاسة التجمع الوطني للأحرار، هذا التحالف الذي كان يعرف نوعا من الاستقرار خلال بداية الفترة، لكن سرعان ما تحولت هذه الهدنة إلى صراعات وتطاحنات بين رئيس المجلس المشار إليه وأغلبيته ومعارضته، بحيث دخلوا في دوامة من الخلافات السياسوية، الأمر الذي أثار غضبا واسعا وشعورا بالقلق والإحباط لدى ساكنة المدينة التي كانت تنتظر أن يقدم هذا الرئيس ملفات حقيقية وملموسة تخرج المجلس من حالة الصراعات الحالية.
وتحول التطاحن داخل مجلس جماعة ورزازات إلى خلاف جماعي مباشر مع حنتي، بعدما بدأ كخلاف شخصي بين بعض النواب والأعضاء مع الرئيس، بسبب ما يسمونه انفراده في التسيير واتخاذ القرارات الانفرادية في تدبير وتسيير المجلس، ما جعل الصراع يتطور إلى تحالف كبير يضم كل فرق الأغلبية وحتى من فرق المعارضة، للإطاحة برئيس الجماعة سالف الذكر، في الوقت الذي تسبب هذا الصراع في حالة جمود يعيشها المجلس.
كما أثبت الرئيس الحالي فشله في تدبير الشأن العام المحلي بمدينة ورزازات، حيث تم التنصل من الوعود الانتخابية التي جرى توزيعها على سكان الأحياء الهامشية، بالإضافة إلى تراجع جودة الخدمات المقدمة للساكنة، مثل إصلاح البنيات التحتية، والنظافة، والإنارة العمومية، والقائمة طويلة.
وفي هذا الإطار، عبر العديد من ساكنة ورزازات للجريدة، عن استيائهم وتنديدهم من إهمال إصلاح الكثير من الأزقة والطرق، وتحول بعض المناطق بالمدينة إلى وديان جارفة عند التساقطات المطرية، بسبب غياب استراتيجيات واضحة تخص مشاريع لتجهيز البنيات التحتية.
للتذكير، أنه بعد مرور نصف الولاية من تسيير ورزازات، وإطلاق وعود انتخابية بالجملة من أجل تنمية المنطقة والقيام بإصلاحات وإطلاق مشاريع كبرى، وخلق فرص الشغل وجلب الاستثمارات وتجويد الخدمات، استفاق سكان أحياء المدينة سالفة الذكر من الوهم السياسي الذي روج له الرئيس الحالي إبان حملته الانتخابية سنة 2021.
كما أظهرت مؤشرات واضحة، فشل رئيس المجلس الجماعي لورزازات في تدبير مجموعة من المرافق الحيوية، والتخبط في مشاكل قطاعات روتينية، خارج أي إبداع في توفير الأجواء الملائمة لاستقطاب الاستثمارات أو الاجتهاد في تقليص الفوارق، فشل أذكته صراعات تتأرجح بين ما هو سياسي وما هو شخصي لتحدث بذلك انقسامات في صفوف الأغلبية، وأن احتمال انفجار الوضع وتفتيت مكونات المجلس وارد في أي وقت وحين.
سكرتير التحرير