الألباب المغربية/ أحمد إبراهيم – مصر –
تأتي زيارة الرئيس الأمريكي ترامب للشرق الأوسط ودول الخليج زيارة مربحة للعرب رغم الخسارة في الوقت الراهن.. وذلك بعد استقباله بحفاوة بالغة الأهمية من قبل قطر والسعودية؛ بالهدايا والمنح لأجل الحفاظ علي ما تبقي من غزة وإحياء فرص التطبيع ..
وذلك بعد قرار السعودية بوقف التطبيع لحين تغيير الوضع والظروف.. وإقامة الفرصة وكأن للتأثير السعودي في قرار ترمب برفع العقوبات عن سوريا دورا مهم بعد تدخل من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ومساعدة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتعزيز الطلب والاهتمام بنجاح اللعبة..
لوجود التيار المعارض داخل الإدارة الأميركية والرافض للفكرة والتريث بها لحين أن يظهر الشرع نيته بأمارة تتعلق بالأقليات ونصيبهم في الحكم والتعامل معهم في موضوع وجود المقاتلين الأجانب ..
لكن، ما أود الإشارة إليه هنا هي مسألة التأثير في حد ذاتها، والقدرة على قراءة أفكار رئيس أكبر دولة في العالم واللعب عليها وإغرائه حتى ولو بمبالغ طائلة واستثمارات كبيرة؛ لأن فكرة التأثير في واشنطن ظلت لسنوات رهينة اللوبي الإسرائيلي ..
وطبعا لن يضاهيه أحد ولن يتمكن من أن يجاريه أي طرف بالنظر للانتشار والقدرة على الوصول لأصغر المقاطعات في الكونجرس.
اللافت أن مجموعة من المؤيدين لإسرائيل كتبوا وأعلنوا قبيل الزيارة من خشيتهم من تأثير دول الخليج على ترمب في ملفي سوريا وغزة ..
وتوسيع المسافة بينه وبين إسرائيل، هذه أول مرة من سنوات أرى المحافظين يتحدثون عن قدرة الدول الخليجية في الدوحة والرياض على التأثير في القرار الأميركي، صحيح أن المخاوف عززتها قرارات ترمب بشأن المحادثات مع الحوثيين وحماس وإيران لكن مجرد إخراجها للعلن هو دليل على جدية أن ترمب يستمع ثم “يستمع” للدول بما يتماشى مع مصالح أميركا وحدها ..
ويحسب لدول الخليج حتى الآن، قدرتها على التكيف، فمثلا معظم الدول أشادت بالاتفاق بين ترمب والحوثيين والمفاوضات النووية مع إيران وتتمسك السعودية بعدم التطبيع إلا بعد أن تتغير الظروف وقالها ترمب اليوم “في خطابه نترك لكم اختيار التوقيت والظرف المناسبة.”..
فقد قال لي دبلوماسي سابق بالأمس “موقف ترمب الحالي تجاه إسرائيل وغزة ينطلق من إدراكه أن نتنياهو لا يريد تقديم تنازلات أو إنهاء الحرب في غزة، وأن ما يريده نتنياهو لا يخدم المصالح الأميركية لذا فإن تدخل ترامب مهم..
لذا، ربما سيتجه ترامب للتركيز على قضايا أخرى في الشرق الأوسط، خصوصًا في منطقة الخليج، حيث تتمحور مصالح أميركية مهمة كانت متوقفة بسبب تصرفات إسرائيل..”
من المعروف أن ترمب يلعب لمصالح الولايات المتحدة التي وضعها في إطار “أميركا أولا” وسواء كان ذلك عن قصد أو غير قصد، فاستغلال ذلك لما يفيد المنطقة ودولها، لا يعيب في أي شيئ ويجب استغلاله للعودة بالفائدة علي دول المنطقة ..
هنا نقول أن اللوبي الإسرائيلي هو الأقوى في واشنطن وسيظل هو الأقوي لوجود تيارات يهودية متشددة داخل الكونجرس فهل تكون هذه الزيارة المربحة لإدارة ترامب هي نهاية حلم إسرائيل والحد من نشاط ما يسمي باللوبي الإسرائيلي..