الألباب المغربية/ الصويرة – حفيظ صادق
في مدينة الصويرة، تتراقص الأبواب بأحاديثها وحكاياتها، ومن بين هذه الأبواب تبرز قصة باب دار السلطان، الذي يقع خلف كراج الشعبي المطل على ساحة مولاي الحسن في قلب القصبة.
يعود تاريخ باب دار السلطان إلى فترة اكتمال بناء حي القصبة في عام 1767 ميلادية، حيث لم يكن يحتوي على دار خاصة بالسلطان في ذلك الحين.
كان السلطان في ذلك الزمان ينوي بناء قصر له في ساحة مولاي الحسن، استنادًا إلى رسالة من “سومبل”، المستشار اليهودي للسلطان، الموجهة إلى قنصل هولندا بالصويرة. تم تكليف المهندس “سومبل” بإشراف وتمويل بناء القصر، مع إعفاء السلطان من الرسوم الجمركية، إلا أن السلطان تخلّى في النهاية عن هذا المشروع.
تم تخصيص دار صغيرة كمقر للسلطان خلال زياراته للصويرة، حيث كانت تسكنها أحد الباشوات، وعندما زار الطبيب الإنجليزي “لومبريير” الصويرة في عام 1791 م، وصف الدار بأنها صغيرة بالنسبة لملك، وكان يحل بها السلطان نادرا. وقد زار السلطان محمد بن عبد الله الصويرة سبع مرات، ونزل في هذه الدار أيضًا السلطان المولى سليمان بعده، وكانت آخر زيارة للسلطان بها في عام 1815 ميلادية.
مع دخول الحماية الفرنسية إلى الصويرة في عام 1912 م، تم التصرف في جزء من الدار لصالح الفرنسي “كودال” الذي فتح فيها كراجا، وللإشارة تم بنائه من طرف نساء مدينة الصويرة ومن ثم انتقلت الملكية لشركة “ستيام” في الأربعينات من القرن العشرين، وأصبح الكراج اليوم ملكا لعائلة المرحوم ميلود الشعبي.
يبقى قصة باب دار السلطان شاهد على مرور الزمن وتحولات التاريخ في مدينة الصويرة، حيث تجتمع فيها ألوان الماضي والحاضر لتروي قصة تاريخية متميزة في أروقة الزمن.