الألباب المغربية – مصطفى طه
أفادت مصادر جد موثوقة لجريدة “الألباب المغربية”، أن أولى جلسات محاكمة شبكة النصب والابتزاز التي استهدفت رئيس الجماعة الترابية “تيدلي” إقليم ورزازات، ستنطلق يوم الاثنين المقبل 15 يناير 2024، وذلك أمام المحكمة الابتدائية بمدينة الرباط، بعدما تم تأخير الملف مرتين.
وحسب المعطيات التي حصلت عليها “الألباب المغربية”، فإن البحث في هذه القضية الذي قادته الفرقة الجهوية للشرطة القضائية بالرباط، دام فترة طويلة.
وانطلق البحث، بناء على تورط عصابة تتكون من 3 أشخاص، بينهم إطاران يشتغلان بالمصالح المركزية بوزارة الداخلية بالرباط، في جريمة نصب وابتزاز عبر انتحال صفة، استهدفت رئيس جماعة تيدلي التابعة إداريا لإقليم ورزازات، حيث تم الاستماع إليهم من طرف الوكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية، قبل أن يتم إحالتهم بعد ذلك على قاضي التحقيق الذي أمر بإيداعهم سجن المحلي “تامسنا”، في انتظار إخضاعهم لتحقيقات تفصيلية حول التهم المنسوبة إليهم، وهي النصب والاحتيال وانتحال صفة ينظمها القانون.
بدأت تفاصيل عملية النصب، حين أجرى موظف بوزارة الداخلية، برتبة خليفة قائد، اتصالا برئيس المجلس الجماعي لتيدلي ، منتحلا بذلك صفة إطار كبير بالمفتشية العامة للوزارة المذكورة، حيث أخبره بزيارة لجنة افتحاص لمؤسسة الجماعة، استنادا على شكاية رسمية تقدم بها رئيس الجماعة السابق، بخصوص اختلالات تدبيرية، وتبديد أموال عامة.
وفي ذات السياق، تواصل بعد حلول فردين بمقر الجماعة المشار إليها، خلال الأسبوع الموالي، أحدهما مقرب ل”الخليفة” بوزارة الداخلية، أما الشخص الثاني هو عضو في فرقة موسيقية شعبية بمدينة الرباط قدم نفسه مفتشا، بعدها سافرا من الرباط صوب ورزازات، بمعاونة سائق سيارة فاخرة من أصحاب التطبيقات الذكية.
ووصلت لجنة التفتيش المزوة، التابعة لوزارة الداخلية، بجماعة تيدلي، بحيث طلبت من الرئيس إحضار عدة ملفات الجماعة المتعلقة بصفقات وإجراءات مسطرية بخصوص تسليم الرخص، وبالغت في التدقيق من أجل التظاهر بالصرامة من خلال إكثار “الخليفة” رئيس الشبكة، لاتصالاته مع رئيس المجلس الجماعة، قصد تسهيل لجنة التدقيق المركزية، كما قامت اللجنة الوهمية باستدعاء رئيس الجماعة الأسبق، المفترض أنه صاحب الشكاية، بهدف إعطاء توضيحات بخصوص حيثياتها.
وصلة بالموضوع، رئيس المجلس الجماعي لتيدلي فهم خطة الشبكة التي حاولت ابتزازه، بعدما طلبت منه 40 ألف درهم، مقابل التغافل عن اختلالات وتجاوزات، وتجنب صياغة تقرير أسود ضده قد يؤدي به إلى متابعة قضائية، وعلى التو ربط رئيس الجماعة المذكور الاتصال برئاسة النيابة العامة عبر الخط الأخضر، ليتم اعتقال المتهمين بإحدى مقاهي الرباط في حالة تلبس، بتلقي رشوة وانتحال صفة ينظمها القانون، كما تمكنت عناصر الشرطة من اعتقال عضو الفرقة الفنية الشعبية الذي انتحل صفة مسؤول ترابي مركزي بوزارة الداخلية مكلف بافتحاص الجماعات الترابية، قبل أن يتم وضعهم رهن الحراسة النظرية، وإخضاعهم للأبحاث التمهيدية اللازمة، ثم إحالتهم على النيابة العامة المختصة بالمحكمة الابتدائية بالرباط التي وجهت لهم تهما بالغة الخطورة.
وأكدت مصادر جريدة “الألباب المغربية”، أن: “الفرقة الجهوية للشرطة القضائية بالرباط، استدعت رئيس جماعة تيدلي السابق، بمعية صحفي من آسفي، للاستماع لهما في قضية شبكة النصب والابتزاز التي استهدفت الرئيس الحالي للجماعة المذكورة”، حسب تعبيرها.