الألباب المغربية/ عبد السلام عطية
صادق مجلس جهة سوس ماسة خلال دورته الاستثنائية المنعقدة اليوم الاثنين 18 شتنبر 2023 بالمركب الديني والثقافي والإداري للاوقاف بتارودانت، على التحويلات المالية وإعادة البرمجة برسم السنة المالية 2023 الخاصة بالإجراءات المستعجلة لتدبير الآثار المترتبة على الزلزال، والتي ترأسها كريم أشنكلي، رئيس مجلس الجهة بحضور أحمد حجي والي الجهة، وأعضاء المجلس وأطر بإدارة الجهة.
وحسب بلاغ في الموضوع، تدارس المجلس الإجراءات المستعجلة لتدبير الآثار المترتبة على الزلزال الذي عرفته الجهة، كما تمت الدراسة والتصويت بالاجماع على التحويلات المالية وإعادة البرمجة برسم السنة المالية 2023 ، حيث تم تحويل أزيد من 70 مليون درهم (7 مليار سنتيم) والتي ستخصص لمصاريف ستهم شراء مواد غذائية لأهداف إنسانية وكذا اقتناء مواد حفظ الصحة والمواد المطهرة، وإقتناء التجهيزات والمعدات والخيام والأغطية ومختلف الخدمات في إطار تدابير دعم منكوبي زلزال 2023.
وخلال كلمته جدد كريم أشنكلي التعازي لأسر ضحايا الزلزال متمنيا الشفاء العاجل لكافة المصابين ، وذكر بأن جهة سوس ماسة انخرطت منذ الوهلة الأولى في عملية دعم جهود الإغاثة، من خلال الانتقال بشكل فوري إلى إقليم تارودانت، للإطلاع على الأوضاع، والوقوف على حجم الخسائر والحاجيات، وَتيسير وصول المساعدات المقدمة للمتضررين، مشيرا الى أن الدورة الاستثنائية لمجلس الجهة تأتي من أجل تخصيص ميزانيات إستعجالية إضافية، في أفق عقد دورة أكتوبر للمصادقة على ميزانية 2024، والتي ستضع إقليم تارودانت والمناطق المتضررة ضمن أولوية الأولويات.
واشار رئيس الجهة الى أن عقد هذه الدورة يأتي تماشيا مع المبادرة الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، وتنفيذا لتعليماته السامية في هذا الباب، والرامية إلى العمل على التدخل لدعم ومؤازرة المتضررين من الزلزال، مؤكدا أن هذه الفاجعة التي كلفت خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات، لن تزيد المغرب إلا صلابة وصمودا وإصرارا وعزيمة على استغلال جوانبها الإيجابية، من خلال استثمار مَا يتسلح به عموم المواطنات والمواطنين في جميع ربوع المملكة من تماسك وتآزر وتكافل وتشبت بالقيم الروحية والوطنية لبلادنا والتمسك بِالهوية المغربية والثوابت والمقدسات.
واستحضر السيد رئيس مجلس الجهة مضامين خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، بمناسبة الذكرى الرابعة والعشرين لعيد العرش المجيد، والذي أكد فيها جلالته على أهمية الجدية، كقيمة نموذجية تُؤَسسُ لقواعد العمل والصرامة والاحترام، ودورها في تحقيق أكبر الإنجازات وتجاوز أعثى الصعاب والاكراهات.
واعتبر الرئيس أن اجتماع مجلس الجهة اليوم محاولة لتفعيل هذه الإرادة الملكية وفرصة حقيقية لبلورة وصياغة خطوات عملية تقوم على انجاز تصور للإجراءات التي تكتسي طابعا استعجاليا في انتظار تنزيل الخطة الوطنية التي أعدتها الحكومة، بتعليمات من جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، لإعادة إعمار المناطق المنكوبة .
وثمن كريم أشنكلي عاليا مضامين بلاغ الديوان الملكي وتعليمات صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، لإعادة الإيواء في احترام للشروط الضرورية المتعلقة بالإنصاف والإنصات الدائم لحاجيات الساكنة المعنية، وتقديم المساعدة المالية لإعادة الإعمار، وكذا تقديم الدعم التقني اللازم، بالإضافة إلى التكفل الفوري بالأطفال اليتامى ضحايا الزلزال، داعيا الى إيجاد حلول عملية وواقعية لتسريع وتيرة توفير الحاجيات، مما يفرض على الجميع تحمل المسؤولية كل حسب دوره، والقيام بِمَا يلزم من أجل كسب هذا الرهان الذي لن يتحقق الا بحكامة ترابية جيدة.
وجدد الرئيس الدعم اللامشروط لتجسيد المبادرة الملكية على أرض الواقع، وخاصة فيما يتعلق بإحداث الحساب الخاص المرصود لأمور خصوصية الحامل لاسم “الصندوق الخاص بتدبير الآثار المترتبة على الزلزال الذي عرفته المملكة المغربية” ، داعيا كل منتخبي الجهة للمساهمة الشخصية في هذا الصندوق، وإتخاذ المبادرات التي يرونها مناسبة تجسيدا لروح التضامن والوطنية الصادقة.
وتقدم السيد رئيس مجلس الجهة بالشكر لكافة السلطات العمومية، وعلى رأسهم والي جهة سوس ماسة، وعامل إقليم تارودانت، والقوات المسلحة الملكية والدرك الملكي، والقوات المساعدة والوقاية المدنية، ومنتخبي الجماعات الترابية وكافة الأطر العاملة بقطاع الصحة ومؤسسة محمد الخامس للتضامن، وباقي الفاعلين الترابين والإقتصاديين وفعاليات المجتمع المدني والاعلام الجاد، على المجهودات الجبارة التي يقومون بها من أجل التخفيف من وطأة هذه الكارثة الطبيعية، وَتتبعهم اليومي والمستمر لمختلف الأوضاع، وعمليات الإنقاذ وَالاغاثة وتقديم الدعم للناجين.
واختتم الاجتماع بتلاوة برقية ولاء وإخلاص مرفوعة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.