الألباب المغربية/ محمد أمين الربي
تسيطر المحتويات السطحية والتافهة على منصات التواصل الاجتماعي بشكل متزايد، مما يثير نوعا من القلق حول تأثير ذلك على وعي المتلقي وجودة المحتوى الذي يصل إليه، وبالتالي فإن هذا الانتشار لا يعود فقط إلى طبيعة العصر الرقمي، بل إلى غياب واضح وملحوظ لفئة معينة والتي يمكن لها أن توجه الحوار وتملأ الساحة بأفكار هادفة.
تنتمي هذه الفئة الغائبة عن المشهد الرقمي إلى طيف واسع من أصحاب التخصصات والخبرات، من أطباء وعلماء وباحثين أكاديميين، إلى أساتذة جامعيين، ومهندسين، وفنانين وقس على ذلك، أولئك الذين يملكون من المعرفة والخبرة والرؤية ما يؤهلهم لتوجيه الرأي العام، ورفع مستوى النقاش المجتمعي، غير أن حضورهم الضعيف أو المتقطع على المنصات يترك فراغا تملأه المحتويات الفارغة، ويفقد المجتمع فرصة حقيقية للتفاعل مع فكر ناضج وتجارب ملهمة.
وحسب رأيي المتواضع، فإن التحدي اليوم يكمن في عودة هذه الفئة إلى الساحة الرقمية، ليس كمتفرجين بل كفاعلين أساسيين يملؤون الفضاء الإلكتروني بأفكار بناءة ومحتوى ذا قيمة، كل حسب تخصصه ومجال اشتغاله وتجربته، لأن الساحة التي تترك خالية للعشوائية تصبح سهلة أن تبتلعها التفاهة، والوعي لا ينتشر إلا بحضور من يكرس جهده لنشره.