الألباب المغربية
قدمت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)، يوم الجمعة 17 ماي الجاري، بالرباط، تقريرها حول مدى جاهزية المغرب للاستفادة من الفرص التي يتيحها الذكاء الاصطناعي.
ويعالج هذا التقرير، وهو ثمرة تعاون وثيق بين وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، واليونسكو، مختلف جوانب جاهزية المملكة لاستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، ولاسيما المعالم الرئيسية لانضمام المغرب لتوصية اليونسكو بشأن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي ، ومدى ملاءمة الإطار التشريعي ، والمبادرات في مجال التمكين الرقمي.
وذكر التقرير، الذي تم تقديمه خلال لقاء نظم تحت شعار “الاستعمال والتطوير المسؤول للذكاء الاصطناعي بالمغرب”، أن المملكة طورت منظومتها الرقمية، وعلى الخصوص، ما يتعلق بالاتصالات، والوصول إلى البيانات، والاستخدام الآمن للانترنت، وحماية البيانات الشخصية، وهي عناصر رئيسية عند أي تناول لموضوع الذكاء الاصطناعي.
وبهدف استفادة المغرب من فرص وامكانيات الذكاء الاصطناعي مع الوقاية من مخاطره، تضمن التقرير 17 توصية تشمل على الخصوص إدارة السجلات من حيث الأطر التنظيمية والمؤسسية والاستثمارات والبحث والتطوير وتعزيز القدرات ومراجعة وتعديل بعض القوانين لتكييفها مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وكذا تقييم وتخفيف تأثيره على سوق الشغل.
وبحسب الوثيقة ، فإن المملكة مصنفة في المرتبة 35 في مؤشر مراقبة البيانات المفتوحة 2022 (من بين 195 بلدا)، وفي المرتبة 50 في مؤشر الأمن السيبراني العالمي 2022 (من بين 194 بلدا).
وقالت الوزيرة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، غيثة مزور، في تصريح صحفي، بالمناسبة، إن الذكاء الاصطناعي يتيح للمغرب فرصا كبيرة لتحسين انتاجية كافة القطاعات، غير أنه يطرح، في المقابل، عدة تحديات.
وأضافت مزور أن الوزارة تعاونت مع منظمة اليونسكو في إنجاز تشخيص حول الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي بالمغرب، مبرزة أن الأمر يتعلق ب”أول تقرير من نوعه في العالم العربي وإفريقيا”.
من جهتها، أشادت مساعدة المديرة العامة لليونسكو لقطاع العلوم الاجتماعية والانسانية، غابرييلا راموس، ب”الدور الحيوي جدا” الذي يضطلع به المغرب في القطاع الرقمي، ولاسيما في مجال الذكاء الاصطناعي، وخاصة من خلال قاعدة مهمة جدا على صعيد الهندسة وريادة الأعمال، والاتصالات والكفاءات .
وقالت راموس، في تصريح للصحافة، “نحن مقتنعون بأن هناك توجيها وريادة، وإرادة سياسية تجعل من المغرب مركزا رئيسيا للاستثمار في مجال الذكاء الاصطناعي”.
ويشكل هذا اللقاء محطة رئيسية في مشروع “استثمار قدرات الذكاء الاصطناعي للنهوض بتكافؤ الفرص في العالم الرقمي”، والذي يسعى ليكون بمثابة أرضية للتقاسم والتبادل حول نتائج مختلف المشاورات التي جرت طيلة فترة إنجاز المشروع.
كما يتعلق الأمر بفرصة لتقاسم التوصيات والمبادرات المحددة، والتي تشكل دعامة تتماشى مع الرؤية الوطنية لاستغلال كافة الإمكانات التي يمكن أن يتيحها الذكاء الاصطناعي.
وتوزعت أشغال اللقاء على جلستين تمحورتا حول “استعمال الذكاء الاصطناعي لخدمة الإنسان: فرص وتحديات للمغرب في أفق 2030″، و”استعمال الذكاء الاصطناعي لخدمة الإنسان: الآفاق المستقبلية للذكاء الاصطناعي بالمغرب”.
تحرير: مصطفى طه