الألباب المغربية/ حزيلة ابراهيم – تصوير رشيد قوسي
انتعشت أروقة مركب الرعب محمد الخامس بالدار البيضاء يومه الخميس 26 أكتوبر 2023، حينما شهدت مباراة مثيرة في الدوري الإفريقي، والتي جمعت بين الوداد الرياضي المغربي وفريق إنييمبا النيجيري. لم يكن الفوز بالثلاثية نظيفة أمرًا سهلا، بل كان إنجازًا مذهلًا للمارد الأحمر المغربي.
فقد تمكن فريق الوداد من حسم هذا الانتصار خلال أطوار الشوط الأول من المباراة، بعد ان تمكن المدافع أيوب العملود مبكرا من إفتتاح حصة التسجيل في حدود الدقيقة الرابعة، ليضع فريقه في المقدمة . ولم يكتفِ النادي البيضاوي بذلك، بل استمر في مهاجمة مرمى إنييمبا بقوة، وسجل الهدف الثاني عن طريق المدافع الأخر جمال حركاس. مما مكن فريق الأمة من بسط سيطرة مطلقة على مجريات المباراة بعد ان تحرر لاعبوه، و بفضل التنظيمً التكتيكيً الرائعً الذي رسمه المدرب المحنك عادل رمزي.
و لم يكن هذا كافيًا، إذ في الدقائق الأخيرة من الشوط الأول، أضاف اللاعب عطية الله من خلال هجمة سريعة ثالث أهداف اللقاء، وهي النتيجة التي إنتهى بها الشوط الأول.
في الشوط الثاني من المباراة، شهدنا عروضًا فنية مذهلة من الفريق الأحمر، رغم محاولات إنييمبا المحتشمة لتسجيل هدف يعيد الأمل إليهم، إلا أن الوداد ظل متماسكا و قويًا في الدفاع وحريصًا على الحفاظ على نظافة شباكه.
بهذا الفوز الكبير، ضمن الوداد الرياضي المغربي مكانه في نصف نهائي الدوري الإفريقي، ليضرب موعدا مع فريق الترجي التونسي بذكريات لا زالت راسخة في اذهان كل متتبعي الشأن الرياضي المغربي والإفريقي، بل والعالمي لما اعتراه من أحداث هزت الرأي العالمي وخدشت الصورة المضيئة للكرة الإفريقية. فهذا الإنجاز الكبير ليس فقط فوزًا رياضيًا بل دليلًا على تميز اللاعبين والجهاز الفني في تقديم أداء رائع.
المباراة شهدت أيضًا حضوراً جماهيريًا مميزًا، والذي استمتع بأداء لاعبي وداد الأمة وحسن تنظيمهم وانتشارهم في رقعة الميدان. ويعد هذا الإنجاز الكبير ثمرة جهود جميع فعاليات النادي الأحمر، الذي حفر صورته بمداد من ذهب في المشهد الكروي الإفريقي.
بالتأكيد، يمكننا أن نتوقع المزيد من الإثارة والأداء الممتاز من الوداد في النصف النهائي، حيث سيواجه الترجي التونسي. حيث الجماهير المغربية عموما والودادية خصوصا تمني النفس، وتنتظر بفارغ الصبر رد الاعتبار للكرة الوطنية وتعويض اللقب المسروق في رادس لناديها المفضل.