الألباب المغربية/ أحمد زعيم
بين إيقاع البارود وصخب المسابقات، يعيش إقليم الفقيه بن صالح هذه الأيام على وقع تظاهرات فنية وندوات فكرية ورياضية متفرقة. ورغم أهمية هذه الأنشطة في تحريك الركود الثقافي والإجتماعي، فإن صوت التنمية الحقيقية ما يزال خافتا، وصدى المطالب الأساسية يتردد دون مجيب. الفاعل الحقوقي والمستشار الجماعي السابق، ومن موقعه كمواطن غيور ومنتمي لقطاع التربية والتعليم، يفتح النار ، لا بارودا هذه المرة ؛ بل نقدا لاذعا على واقع تنموي يراوح مكانه منذ أكثر من 15 سنة، مؤكدا أن الزهو بالمظاهر لا يجب أن يُنسينا عمق الإختلالات البنيوية، هذا ما جاء فيه:
يعرف إقليم الفقيه بن صالح هذه الأيام حركية ملحوظة على مستوى التبوريدة، والمسابقات الرياضية والفنية، وتنظيم بعض الندوات الفكرية المواكبة للمواضيع الراهنة. ولا أحد سيكون ضد هذه الأعمال التنشيطية إلا جاحد أو من يرتدي نظارات سوداء.
بل كنا، ومن موقعنا كمعارضة داخل المجلس الجماعي بالفقيه بن صالح، ننادي ،بل نلح على تنظيم تظاهرات ثقافية ورياضية وفنية، لأنها من صميم اختصاصات المجالس المنتخبة. وقد تموقعنا في اللجان، بحكم انتمائنا لقطاع التربية والتعليم، بمشاركة الجمعيات الثقافية الجادة.
لكن، عندما تخرج المبادرات عن سكتها، وتتحول إلى اتجاهات ضيقة، ويُستغل النشاط في غير موضعه، فإننا بطبيعة الحال سيكون لنا رأي وموقف آخر.
التنشيط الثقافي والرياضي والفني جميل جدا، لكن عندما يكون مصحوبا بتفريط في البنيات التحتية والخدمات الصحية، وتهميش لرقمنة الإدارة والقطاع العمومي، فذلك غير مقبول تماما.

لقد سجلنا، خلال هذه المواسم المتعلقة بالتبوريدة، عدة أحداث، لكننا في المقابل لم نسجل افتتاح المستشفى الإقليمي الذي طال انتظاره. طلقات البارود يجب أن تترافق مع إطلاق مشاريع مهيكلة، وعلى رأسها الجانب الصحي.
فلا يعقل أن يلسع الأطفال بلسعات العقارب ويتم نقلهم إلى بني ملال، ولا يُعقل أن يُصاب “مشاك خيال” وهو يمتطي أجود الخيول، ولا يجد قاعة مستعجلات مؤهلة بالمستشفى الإقليمي للفقيه بن صالح.
مع كامل الأسف، ونقولها بمرارة: إقليم الفقيه بن صالح الفني، الذي عمر أكثر من 15 سنة، ما زال في حاجة إلى بنيات تحتية حقيقية، وإلى معامل تحويلية فلاحية تخلق فرص شغل وتخفف من البطالة، حتى لا يلجأ شبابنا إلى قوارب الموت.
الإقليم في حاجة أيضا إلى قنصلية، اعتبارا لوجود جالية مهمة تعمل بعرق جبينها وتطمح للاستثمار فيه، كما يجب تبسيط المساطر، وحسن الاستقبال، وتهيئة الظروف لأبنائهم من خلال خلق منتزهات وفضاءات مناسبة… وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.