الألباب المغربية/ محمد عبيد- كاريكاتور : محمد أيت خويا
يخلق افتقار إقليم إفران عموما إلى مسبح عمومي جدالا واسعا في أوساط الشعب الإفراني بأجمعه… ولقد أضحى إقليم إفران ككل مدينة في حاجة ماسة لمثل هذه المرافق العمومية الترفيهية التي يمكن أن يلجأ إليها المواطنون أثناء ارتفاع درجات الحرارة، علما بعض الجماعات رغم توفرها على إمكانات مادية معقولة، لم تكلف نفسها عناء إحداث هذه المرافق… بل الأنكى ساهمت بدون وعي ولا ضمير في تفويت أحدها (آزرو) وآخر (إفران) فيما بعين اللوح هجرته ويبقى طللا، مما أثر على نفسية عدد كبير من الساكنة وخاصة منها الأطفال والشباب، خلق توترات داخل أسرى الفئات المعوزة التي لا تساعفها إمكاناتها من منح أبنائها أثمنة الالتحاق بالمسابح الخصوصية نظرا لارتفاع أثمنة ولوجها أو تلك الأسر الغير المتوفرة على مصاريف السفر وقضاء العطلة بجانب البحر أو الاتجاه نحو مدن أخرى قريبة قصد السباحة… مما يضع معه سؤالا عريضا بشأن الدور الذي وجب أن تلعبه الجماعات المحلية في تقديم الخدمات لساكنتها سيما عندما نعلم مثلا أن المسبح التابع للمركب الرياضي بآزرو والذي لا يزال لغاية كتابة هذه السطور يعرف أشغال إعداد تهيئته وحتى إن تم افتتاحه فإنه لم يعد يكفي لاستقطاب أبناء مدينة آزرو نظرا لصغر حجمه وكذلك لتواجده تحت صخرة أقشمير التي غالبا ما تؤثر على فضاء المسبح مناخيا مما يدفع بالعديد من الراغبين في السباحة التوجه إلى المسابح الخصوصية لما تتميز به من سعة ووسائل الاستحمام ومن نظافة ومن ظروف مواتية بعيدا عن الازدحام الذي يعرفه المسبح بآزرو… خصوصا عندما نعلم أن مسبح آزرو الذي كان قبل سنوات يعتبر مسبحا بلديا فإن جماعة المدينة فرطت في مكسبه سنة 2003 وبشكل خلف معه جدلا واسعا داخل المجتمع المدني حين فوتته لوزارة الشباب والرياضة التي ادعت بوثيقة تعود لفترة الاستعمار أنه في ملكيتها وانقضت عليه تحت مقصلة القانون والقضاء مع بداية العقد الأول من القرن الجاري…
وإن كان المجلس الجماعي الحالي قد حاول انقاد الموقف بإحدث شراكة مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة صيف 2022، شراكة تبقى في عمقها تعتريها بعض السلبيات من حيث المواقف ذات الطابع القانوني خاصة من حيث الحوادث إن حدثت لا قدر الله !
الإجهاض على كل ما اكتسب لصالح مدينة آزرو وساكنتها والذي ينم عن قصور في التصور الملغي لمبدأ الموضوعية، لم تفلت منه مدينة إفران التي كان أن تم بها إغلاق المسبح البلدي سنة منذ سنة 2012 والذي أفرزت السنوات الموالية أنه تم تفويتها لجهة خاصة..
وأمام إغلاق المسبح البلدي، يضطر أطفال المدينة من”أيها الشعب” التوجه إلى مجاري وادي تزكيت وشلالات عين فيتال للاستجمام والسباحة بالرغم مما قد يشكل أحيانا من خطورة على حياتهم ؟؟؟ في حين يستمتع آخرون من ذوي اليسر بالسباحة في مسابح الفنادق فيما توفر لأطفال مراكز الاصطياف للإدارات العمومية أو الشركات بالاستجمام والسباحة في مسابح هاته المرافق…
وفي مجالسة ودردشات مع بعض الفاعلين المجتمعيين وكذلك شباب الإقليم عبر نقطة مراكز الثلاث (إفران، آزرو وعين اللوح) طالب هؤلاء المتحدثون المجالس المنتخبة بجميع جماعات الإقليم، بضرورة قيام الجماعات المحلية بإحداث هذه المرافق للحد من معاناة السكان.
وأضاف المتحدثون، إن غياب المرافق العمومية الترفيهية والمسابح العمومية بإقليم إفران عموما، في ظل الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة في كل صيف، يسائل دور المجالس المنتخبة.
وقد حاول أحد أعضاء مجلس جماعي تبرير الوضعية، بالقول: بأن مشكل غياب المرافق الترفيهية العمومية، وعلى رأسها المسابح، قائم بالإقليم عموما، وقال: “على الدولة أن تقدم الدعم المالي للجماعات في هذا الإطار من أجل تحقيق هذا المطلب المشروع الذي يجب أن يحمله ممثلو الأمة إلى قبة البرلمان والترافع من أجله”… ولم يجد المسؤول المنتخب ما يمكن أن يرد به عن الإجراءات التي ترافق تفويت المسابح بالإقليم؟!!
وفي انتظار أن تستيقظ ضمائر المنتخبين وخاصة رئاستها التي تخضع لإكراهات التفويت المنزلة، تطالب الفعاليات باتخاذ المبادرة والإسراع بفتح المسبح العمومي بآزرو مقابل مبلغ مقبول ليستفيد منه الجميع مشيرة إلى أن هذا المسبح يعدُّ المتنفس الوحيد لأبناء الساكنة من الفئات الهشة.
إن التفكير في إعداد مشاريع بناء مسابح عمومية بالوسطين الحضريين لكل من آزرو وافران أصبح ضرورة ملحة، وعلى المسؤولين وكذا أعضاء الجماعات خاصة منهم بالجماعتين الحضريتين (أغلبية ومعارضة)، أن يصبوا اهتمامهم وانشغالهم في هذا الخصوص ويهتموا بشباب المدينة ويلتفتوا لمتطلباتهم ويعملوا على تحقيقها كباقي المدن المغربية…
فهل يتدارك المسؤولون عن الشأن المحلي هذا الخصاص والتعجيل بأخذ الوضعية بالجدية لبرمجة مشاريع بناء مسابح عمومية ؟
أما الحديث عن المسبح المغطى “الموؤود غصبا” بمدينة آزرو والذي كلف الدولة أكثر من مرة لبرمجة ميزانية إحداثه والذي صار ورشا طللا تشمئز منه النفوس نتيجة إقباره وتركه مرتعا للتسكع ومجالا للنهب وللسرقة لما تبقى به من تجهيزات ولو على قلتها، وتتقزز العيون من رؤيته لفضاعة الرقعة التي تحولت إلى مزبلة، فذاك موضوع مقال لاحق.