الألباب المغربية/ أحمد أحداد بن سعيد
يعتبر الإنسان كائنا اجتماعيا عاقلا، يمكنه التواصل بعدة طرق مباشرة وغير مباشرة، كاللغة والرموز، وقد طور من إمكانياته التواصلية مع مرور الوقت حتى استطاع اختراع أحدث الوسائل المتطورة من أجل ذلك، ولعل أبرزها الانترنيت التي أضحت تغطي كل شبر في العالم، وأصبح انتشار المعلومة أسرع من الضوء، ففي جزء من الثانية وبنقرة واحدة يمكنك الحصول على كم هائل من المعلومات حول موضوع ما، دون الحاجة إلى التنقل إلى المكتبات والمختبرات العلمية، لكن هناك جانب مظلم لهذا الاختراع المذهل، ألا وهو ظهور وسائل التواصل الاجتماعية، والخطورة ليست في تلك المنصات في حد ذاتها، لكن في طريقة استخدامها من قبل عديد من الأشخاص.
يمكن القول أن الانترنيت بصفة عامة لها إيجابيات وسلبيات، لكن ما جعلني أكتب عن هذا الموضوع، هو أن ما يتم نشره على منصات التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة، من تفاهة وعهر أخلاقي قد فات حدود العقل الأخلاقي للكائن البشري خاصة بمجتمعنا المغربي في مدنه وقراه، ولعل ما ساهم في انتشار مثل تلك السلوكات هو حب الظهور، والبحث عن القيمة الاجتماعية.
نحن إذن أمام معضلة تتمثل أساسا في غياب الوعي والتفكير المنطقي قبل الإقدام على اتخاذ خطوة ما، وأيضا انتشار الفكر ذو المنحى المادي المحض بين العامة بغض النظر إلى الوسيلة المتبعة للحصول على المال، كل هذا يضعنا أمام العديد من التساؤلات التي يمكن طرحها كالتالي: ما الذي يجعل المرء يرغب في الظهور المبالغ فيه أمام أفراد المجتمع؟ وكيف يمكن للإنسان أن يتخلى عن كرامته من أجل نجومية وهمية مغلفة باكتساب الثروة؟ ما هي العلاقة التي تجمع بين الناشر والمتلقي على منصات التواصل الاجتماعي؟ كيف يمكن للدولة أن تتصدى لهذه الظاهرة الآخذة في الاستفحال؟