الألباب المغربية/ يونس المنصوري
في جماعة القباب، الماء لم يعد نعمة، بل حلمًا مؤجلًا، يُسقى بالوعود الكاذبة والتصريحات الفارغة. خرجت النساء، لا حبًا في التظاهر، ولكن لأن العطش أوجع الأمعاء، وفضح فشل المجالس المتعاقبة التي لم تحسن سوى تمرير الميزانيات والتصفيق الفارغ.
رئيس الجماعة ؟ لا صوت، لا حركة، لا موقف. صمت مُريب يجعلنا نتساءل: هل الرجل ما زال على رأس الجماعة أم أن المقعد أُفرغ لصالح الأشباح ؟ في زمن الأزمات، يُقاس القادة بمواقفهم لا بصورهم، والماء لا يُجلب بتدوينات الإنستغرام ولا بتبادل الضحكات في المقاهي.
السكان يموتون عطشًا، حرفيًا، بينما السلطة تكتفي بمراسلات متأخرة، وتحركات شكلية لا تُسمن ولا تُغني من عطش. والنساء؟ خرجن بكرامتهن، بوجعهن، بجرار الماء التي تُختصر فيها كل مآسي التهميش والإقصاء.
لا حديث عن مشاريع استباقية، لا خطة لتزويد الدواوير، لا رؤية لتدبير أزمة الماء، فقط لجان وتصريحات وصور أرشيفية لرئيس غائب جسدًا وروحًا.
هل هذا هو دور الجماعة ؟
أن تُترك النساء في الشمس يصرخن، بينما الرئيس يحصي الإنجازات على الورق؟
أين ميزانية الماء؟ أين حق الناس في الحياة ؟ أم أن “جماعة القباب” لا تعنيهم إلا وقت التصويت؟
لن نهادن، لن نزين الكارثة بالكلمات، ولن نحترم من لا يحترم عطش الأطفال والنساء والشيوخ.
نقولها بوضوح: الجماعة فشلت، والرئيس غائب، والساكنة وحدها تُحارب الجفاف بصبرٍ جَبليّ، وبوجوهٍ تحترق تحت شمس قاسية.
فمن يُنقذ القباب؟ أكيد ليس من يستمتع بماءٍ بارد في مكتب مكيف!