الألباب المغربية/ أحمد زعيم
في مشهد بات يتكرر بنهاية كل شهر، عادت قضية تأخر صرف أجور عمال شركة “أوزون” للنظافة بمدينة الفقيه بن صالح إلى الواجهة، وهذه المرة عبر الجمع العام الذي عقده المكتب النقابي للشركة تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل (CDT) مساء أمس السبت 31 ماي 2025.
العمال، في هذا اللقاء، عبروا عن سخطهم من “الروتين المؤلم” لتأخير الأجور، الذي لم يعد استثناء بل صار قاعدة، خصوصا وأن هذا التأخر يتزامن هذه المرة مع عيد الأضحى، حيث تتضاعف المصاريف وتزداد المعاناة.
الأسئلة الكبرى التي طرحها الجمع العام، ونتجرأ بدورنا على ترديدها: كيف يمكن لمدينة أن تبقى نظيفة، إن كان من يُفترض أن يُنظفها لا يحصل على أجره الهزيل أصلاً؟ كيف يُطلب من عمال لا يعرفون موعد أجرتهم، أن يواجهوا أعباء الحياة وارتفاع تكاليفها بروح معنوية ؟ وكيف يُسمح لمقاولة تفويضية بالاستمرار في خرق القوانين ومحاضر الاتفاقات الموقعة دون أن يتحرك أحد من الجهات الوصية؟
الجمع العام انتهى بالتلويح بتفعيل البرنامج النضالي المسطر منذ مارس الماضي، في إشارة إلى أن القادم سيكون “شهرا ساخنا” ما لم تُحلحل هذه الأزمة المتكررة، التي أصبحت عنوانا للفوضى في تدبير أحد أكثر القطاعات حيوية بالمدينة.
في النهاية، قد نحتاج لمن ينظف واقع تدبير قطاع النظافة قبل تنظيف الشوارع ذاتها. فحتى المكنسة، لا تعمل إن لم يكن من يمسك بها قادرا على العيش بكرامة.