الألباب المغربية/ محمد خلاف
الحملة الإنتخابية السابقة لأوانها بالفقيه بن صالح كرنفال من الفرجة والضجيج والصخب؛ وسوق مفتوحة للملاسنات والولائم والنشاط.. ؛ في شبه غياب لتقديم برامج انتخابية واقعية؛ لأن الإنتخابات في غالبيتها بالمدينة تعتمد مبدأ القبيلة؛ والقرابة واستغلال رأس المال الرمزي للعائلة؛ وعنصر المال؛ ووزن الشخص المناقبي..؛ في خطابات شعبوية وبرامج معطوبة متهالكة مستنسخة بشكل بشع…؛ أما المنافسة بين الأحزاب فكريا وسياسيا بما يساهم في تحسين معيشة السكان على مستوى الصحة والتعليم والشغل والعدالة فيدخل ضمن خانة الترف السياسي لا غير؛ تحاك لوائح انتخابية بتشكيلات غريبة قد تساوم فيها الفقيه بن صالح الجريحة أمام قدحي خمر..
الحملات الانتخابية دوما بالمدينة كما بالمغرب قاطبة… فرصة مواتية لبعض الناس لجني بعض المال؛ فمهنهم من يعمل على ترويج الملصقات؛ كل يتخلص منها بطريقته؛ تاركا عجيجا ووساخة بشوارع المدينة؛ ومنهم من يعمل وسيطا مباشرا لدى الناس دون معرفة برنامج الحزب وأهدافه ولا سيرة من سيمثله؛ ومنهم من يسير قوافل تجوب الشوارع بجلجلة على نغمات أغان وأهازيج ورقص شعبي؛ على متن سيارات أغلبها من وكلاء الكراء؛ أو على عربات مجرورة؛ في مشاهد وأحداث قد تنأى عن الأخلاق أحيانا؛ وفي استغلال بشع لقاصرين ونساء في مقدمة الطابور؛ هم في الغالبية من الفئات الهشة؛ بسبب التعويض البخس للعبهم دور الكومبارس في سباقات محمومة نحو رئاسة محمومة؛ فحين ترى بعض المرشحين يجوبون الأحياء الشعبية؛ في غير عادتهم مرتدين ملابسا متواضعة؛ ويأكلون وجبات شعبية؛ ويصلون في المساجد؛ بوضوء أو بدونه جبرا؛ يحملون سبحة؛ ويرددون بعض الآيات والأحاديث طورا؛ ومنهم من تفوح من فمه رائحة ليلة ساهرة؛ يتواصلون مع ذوي الحرف البسيطة؛ ويتفننون في رمي العار؛ و(السلهامة) على أساس الإنتماء العميري والشكدالي؛ وتقديم وعود بقضاء أغراض إدارية عالقة بالمدينة أو بالرباط لأبناء الفقيه بن صالح؛ ورغم ما يتعرضون له من طرد وتنفير وتجفيل أحيانا؛ بوجوه تتحدث عن الصدق وتمارس الكذب بمنتهى الإبداع؛ من الناس يدرك أن حقيقتهم تظهر فقط بالحمامات!!!!! منهم من يوزع الكتب المدرسية؛ وأضاحي العيد؛ جديدهم هذه السنة استغلال المواسم والمهرجانات والقيام بحملات سابقة لأوانها؛ سواء أثناء توزيع وعود رخيصة؛ أو قفات هي أصلا هبات إنسانية توزع خفية؛ وفي اختيار للناس ليس لمعيار الحاجة والعوز؛ بل لمعيار الولاء والطاعة وعدد الأصوات؛ ومنهم من وصلت به الوقاحة إلى اعتبار مساعدات الدعم الاجتماعي من صلب تضحياته الجسام لصالح الساكنة في ضحك على ذقن الحق؛ دوما في ابتكار حيل لتفادي الأفعال المجرمة؛ ومنهم من كان يوزع نصف النعل زمنا في انتظار النصف الآخر بعد التصويت…؛ كما يعمد الكائن الانتخابي بالمدينة إلى إعطاء وعود رنانة بجلب مشاريع تنموية ضخمة؛ اقتصادية واجتماعية؛ وتفريخ وتجييش جمعيات يترأسها شخصيا أو الدائر في فلكه؛ وإغداق المساعدات عليها رجاء كسب قاعدة انتخابية مهمة؛ وتعمد جيوش السماسرة في كواليس حملات سابقة لأوانها إلى تذكير الناس بطرق فجة إلى حال الفقيه بن صالح قبل مرجان؛ واتقادو؛ والضحى؛ والمستشفى والعمالة؛ وهي التي كانت أحسن بكثير بدون ذلك؛ كما أن منهم من يرى لنفسه فضل كبير على المدينة؛ وأنه سبب ظهورها في التلفزة وشهرتها؛ وهو من أصبح يربطه معها الحذاء فقط..؛ في تهديد واضح لروح الدستور الذي أوكل المواطن صلاحية الإختيار بين البرامج والعروض بشفافية وحرية ودون استبلاد.. أيها النساجون الجدد، الفقيه بن صالح لا تحتاج كفنا آخر؛ وحفاظات أخرى نغيرها باستمرار ولنفس الأسباب؛ بل تحتاج إلى رجال تحب الله والوطن والملك والمدينة. وأحسن ختم قوله تعالى في كتابه العزيز(وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم؛ وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يوفكون) صدق الله العظيم.